تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٤٠
وقرأ الباقون " * (بزينة الكواكب) *) مضافة. قال ابن عباس: يعني بضوء الكواكب.
" * (وحفظا) *) أي وحفظناها حفظا، أو وجعلناها أيضا حفظا، وذلك شائع في اللغة " * (من كل شيطان مارد) *): خبيث خال عن الخير.
" * (لا يسمعون إلى الملأ الأعلى) *) كأنه قال: فلا يسمعون. قرأ أهل الكوفة " * (يسمعون) *) بالتشديد، أي يتسمعون، قال مجاهد: كانوا يتسمعون ولكن لا يسمعون، وهو اختيار أبي عبيد، وقرأ الآخرون بالتخفيف، وهو اختيار أبي حاتم، " * (إلى الملأ الأعلى) *) يعني الكتبة من الملائكة في السماء " * (ويقذفون) *)، ويرمون " * (من كل جانب) *) من آفاق السماء.
" * (دحورا) *) يبعدونهم عن مجالس الملائكة، والدحر والدحور: الطرد والإبعاد، " * (ولهم عذاب واصب) *): دائم، نظيره قوله سبحانه: " * (وله الدين واصبا) *)، وقال ابن عباس: شديد. الكلبي: موجع، وقيل: خالص.
" * (إلا من خطف الخطفة) *): مسارق فسمع الكلمة، " * (فأتبعه شهاب ثاقب) *): تبعه ولحقه كوكب مضيء قوي لا يخطئه يقتل أو يحرق أو يحيل، وإنما يعودون إلى استراق السمع مع علمهم بأنهم لا يصلون إليه؛ طمعا في السلامة ونيل المراد كراكب البحر.
" * (فاستفتهم) *) فسلهم، يعني: أهل مكة " * (أهم أشد خلقا أم من خلقنا) *) يعني: من الأمم الخالية، وقد أهلكناهم بذنوبهم، وقيل: يعني السماوات والأرض وما بينهما.
نزلت في أبي الأسد بن كلدة، وقيل: أبي بن أسد، وسمي بالأسدين؛ لشدة بطشه وقوته، نظيرها: " * (لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس) *) وقوله سبحانه * (أأنتم أشد خلقا أم السماء) * * (إنا خلقناهم من طين لازب) *) أي جيد حر يلصق ويعلق، باليد ومعناه اللازم تبدل الميم كأنه يلزم اليد، وقال السدي: خالص. قال مجاهد والضحاك: (الرمل).
" * (بل عجبت) *) قرأ حمزة والكسائي وخلف (عجبت) بضم التاء وهي قراءة ابن مسعود وابن عباس على معنى أنهم قد حلوا محل من تعجب منهم، وقال الحسين بن الفضل: العجب من الله، إنكار الشيء وتعظيمه وهو لغة العرب، وقد جاء في الخبر: عجب ربكم من إلكم وقنوطكم والخبر الآخر: إن الله ليعجب من الشاب إذا لم يكن له صبوة ونحوها، وسمعت أبا
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»