تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٤٦
والنار تحرق الشجر؟ وقال ابن الزبعرى لصناديد قريش: إن محمدا يخوفنا بالزقوم وإن الزقوم بلسان بربر وأفريقية الزبد والتمر، فأدخلهم أبو جهل بيته وقال: يا جارية زقمينا. فأتتهم بالزبد والتمر، فقال: تزقموا فهذا ما يوعدكم به محمد، فقال الله سبحانه: " * (إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم) *): قعر النار. قال الحسن: أصلها في قعر جهنم، وأغصانها ترتفع إلى دركاتها.
" * (طلعها) *) ثمرها، سمي طلعها لطلوعه " * (كأنه رؤوس الشياطين) *) قال بعضهم:) * هم الشياطين بأعيانهم، شبهه بها لقبحه؛ لأن الناس إذا وصفوا شيئا بعاهة القبح قالوا: كأنه شياطين، وإن كانت الشياطين لا ترى؛ لأن قبح صورتها متصور في النفس، وهذا معنى قول ابن عباس والقرظي، وقال بعضهم: أراد بالشياطين الحيات، والعرب تسمي الحية القبيحة الخفيفة الجسم شيطانا، قال الشاعر:
تلاعب مثنى حضرمي كأنه تعمج شيطان بذي خروع قفر وقال الراجز:
عنجرد تحلف حين أحلف كمثل شيطان الحماط أعرف والأعرف: الذي له عرق، وقيل: هي شجرة قبيحة خشنة مرة منتنة، تنبت في البادية تسميها العرب رؤوس الشياطين.
" * (فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون) *)، والملء: حشو الوعاء بما لا يحتمل زيادة عليه، " * (ثم إن لهم عليها لشوبا) *): خلطا ومزاجا، وقال مقاتل: شرابا " * (من حميم) *): ماء حار شديد الحرارة، " * (ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم) *) ثم بمعنى قبل، مجازه: وقبل ذلك مرجعهم لإلى الجحيم، كقول الشاعر:
إن من ساد ثم ساد أبوه ثم قد ساد قبل ذلك جده أي قبل ذلك ساد أبوه، ويجوز أن تكون بمعنى الواو.
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا أبو علي المقري قال: حدثني علي بن الحسن بن سعد الهمداني قال: حدثنا عباس بن يزيد بن أبي حبيب قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان عن ميسرة عن المنهال عن أبي عبيدة عن عبد الله أنه قرأ (ثم إن مقتلهم لإلى الجحيم).
" * (إنهم ألفوا) *): وجدوا " * (آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون) *) يسرعون.
" * (ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ولقد أرسلنا فيهم منذرين) *): مرسلين " * (فانظر كيف كان
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»