تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ١٤١
القاسم الحسن بن محمد النيسابوري يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن علي البغدادي يقول: سئل جنيد عن هذه الآية فقال: إن الله لا يعجب من شيء، ولكن الله وافق رسوله لما عجب رسوله، فقال: " * (فإن تعجب فعجب قولهم) *). أي هو لما يقوله.
وقرأ الآخرون بفتح التاء على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم وهي قراءة شريح القاضي. قال: إنما يعجب من لا يعلم، والله عنده علم كل شيء، ومعناه، بل عجبت من تكذيبهم إياك. " * (ويسخرون) *) وهم يسخرون من تعجبك.
" * (وإذا ذكروا لا يذكرون) *) وإذا وعظوا لا يتعظون.
" * (وإذا رأوا آية) *) يعني انشقاق القمر " * (يستسخرون) *) يسخرون وقيل: يستدعي بعضهم بعضا إلى أن يسخر.
" * (وقالوا إن هذا إلا سحر مبين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون أو آباؤنا) *) يعني: وآباؤنا " * (أو) *) بمعنى الواو " * (الأولون قل نعم وأنتم داخرون) *): صاغرون. " * (فإنما هي) *) يعني: النفخة والقيامة " * (زجرة) *): صيحة " * (واحدة فإذا هم ينظرون) *) أحياء. " * (وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) *) أخبرني الحسن بن محمد المدني قال: حدثنا محمد بن علي الحسن الصوفي قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا عمي أبو بكر قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن سماك، عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب ح قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " * (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) *) قال: (ضرباءهم)، وقال ابن عباس: أشباههم. ضحاك ومقاتل: قرناءهم من الشياطين، كل كافر معه شيطانه في سلسلة. قتادة والكلبي: كل من عمل مثل عملهم، فأهل الخمر مع أهل الخمر، وأهل الزنا مع أهل الزنا، وقال الحسن: وأزواجهم المشركات.
" * (وما كانوا يعبدون من دون الله) *) في الدنيا " * (فاهدوهم) *): فادعوهم، قاله الضحاك، وقال ابن عباس: دلوهم، وقال ابن كيسان: فدلوهم، والعرب تسمي السائق هاديا، ومنه قيل: الرقية هادية السائق، قال امرؤ القيس:
كأن دماء الهاديات بنحره عصارة حنا بشيب مرجل " * (إلى صراط الجحيم) *): طريق النار.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»