تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٥٩
" * (إنهم هم الفائزون) *) قرأ حمزة والكسائي: إنهم بكسر الألف على الاستيناف، والباقون: بفتحه على معنى لأنهم هم الفائزون، ويحتمل أن يكون نصبا بوقوع الجزاء عليه أني جزيتهم اليوم الفوز بالجنة.
(* (قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون * أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إلاه إلا هو رب العرش الكريم * ومن يدع مع الله إلها ءاخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون * وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين) *) 2 " * (قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) *) نسوا لعظيم ما هم فيه من العذاب مدة مكثهم في الدنيا، وهذا توبيخ من الله تعالى لمنكري البعث وإلزام للحجة عليهم.
قرأ حمزة والكسائي: قل كم، على الأمر، لأن في مصاحف أهل الكوفة قل بغير ألف، ومعنى الآية: قولوا كم لبثتم، فأخرج الكلام مخرج الأمر للواحد والمراد به الجماعة إذ كان مفهوما معناه، ويجوز أن يكون الخطاب لكل واحد منهم أي قل أيها الكافر.
وقرأ الباقون: قال في الحرفين، وكذلك هما في مصاحفهم بالألف على معنى قال الله تعالى، وقرأ ابن كثير: قل كم، على الأمر، وقال: إن على الخبر وهي قراءة ظاهرة لأن الثانية جواب.
وقوله " * (فسئل العادين) *) أي الحساب عن قتادة، وقال مجاهد: هم الملائكة الذين يحفظون أعمال بني آدم ويحصونها عليهم.
" * (قال إن لبثتم) *) في الدنيا " * (إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون) *) قدر لبثكم فيها " * (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) *) أي لعبا وباطلا لا لحكمة، والعبث: العمل لا لغرض، وهو نصب على الحال عن سيبويه وقطرب، مجازه: عابثين، أبو عبيد: على المصدر، بعض نحاة الكوفة: على الظرف أي بالعبث، بعض نحاة البصرة: للعبث. " * (وأنكم إلينا لا ترجعون) *).
قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب ح: (يا أيها الناس اتقوا ربكم فما خلق امرؤ عبثا فيلهو ولا أهمل سدى فيلغو).
وأخبرني محمد بن القاسم بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن نصر قال
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»