تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٥٤
تحشرون وهو الذي يحيى ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون بل قالوا مثل ما قال الأولون قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون لقد وعدنا نحن) *) هذا الوعد " * (وآباؤنا هذا من قبل) *) ووعد آباءنا من قبلنا قوم ذكروا أنهم أنبياء لله فلم ير له حقيقة.
" * (إن هذا إلا أساطير الأولين قل) *) يا محمد مجيبا لهم " * (لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله) *) ولا بد لهم من ذلك، فقل لهم إذا أقروا بذلك " * (أفلا تذكرون) *) فتعلمون أن من قدر على خلق ذلك ابتداء فهو قادر على إحياءئم بعد موتهم؟.
" * (قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله) *).
قرأه العامة: لله، ومثله ما بعده فجعلوا الجواب على المعنى دون اللفظ كقول القائل للرجل: من مولاك؟ فيقول: لفلان، أي أنا لفلان وهو مولاي وأنشد:
وأعلم أنني سأكون رمسا إذا سار النواعج لا يسير فقال السائلون لمن حفرتم فقال المخبرون لهم وزير فأجاب المخفوض بمرفوع لأن معنى الكلام: فقال السائلون: من الميت؟ فقال المخبرون: الميت وزير، فأجاب عن المعنى. وقال آخر:
إذا قيل من رب المزالف والقرى ورب الجياد الجرد قيل لخالد وقال الأخفش: اللام زائدة يعني الله، وقرأ أهل البصرة كلاهما الله بالألف، وهو ظاهر لا يحتاج إلى التأويل، وهو في مصاحف أهل الأمصار كلها لله إلا في مصحف أهل البصرة فإنه الله الله، فجرى كل على مصحفه، ولم يختلفوا في الأول أنه لله لأنه مكتوب في جميع المصاحف بغير ألف وهو جواب مطابق للسؤال في " * (لمن الأرض ومن فيها) *) فجوابه لله.
" * (أفلا تتقون) *) الله فتطيعونه " * (قل من بيده ملكوت كل شيء) *) ملكه وخزائنه " * (وهو يجير ولا يجار عليه) *) يعني يؤمن من يشاء ولا يؤمن من أخافه " * (إن كنتم تعلمون) *) قال أهل المعاني: معناه أجيبوا إن كنتم تعلمون.
" * (سيقولون لله قل فأنى تسحرون) *) أي تخدعون وتصرفون عن توحيده وطاعته.
" * (بل أتيناهم بالحق) *) الصدق " * (وإنهم لكاذبون ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق) *) فانفرد به لتغالبوا، فعلا بعضهم على بعض وغلب القوى منهم الضعيف.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»