تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٣٢
فأبى المشركون وقاتلوهم فذلك بغيهم عليه، وثبت المسلمون لهم فنصروا عليهم، فأنزل الله سبحانه هذه الآيات، والعقاب الأول بمعنى الجزاء.
2 (* (ذالك بأن الله يولج اليل فى النهار ويولج النهار فى اليل وأن الله سميع بصير * ذالك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلى الكبير * ألم تر أن الله أنزل من السمآء مآء فتصبح الارض مخضرة إن الله لطيف خبير * له ما فى السماوات وما فى الارض وإن الله لهو الغنى الحميد * ألم تر أن الله سخر لكم ما فى الارض والفلك تجرى فى البحر بأمره ويمسك السمآء أن تقع على الارض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم * وهو الذىأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور * لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك فى الامر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم * وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون * الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون * ألم تعلم أن الله يعلم ما فى السمآء والارض إن ذالك فى كتاب إن ذالك على الله يسير * ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير * وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات تعرف فى وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم ءاياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذالكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير) *) 2 " * (ذلك) *) يعني هذا الذي أنصر المظلوم بأني القادر على ما أشاء، فمن قدرته أنه " * (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون) *) بالياء بصري كوفي غير أبي بكر، الباقون: بالتاء " * (من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي) *) فلا شيء أعلى منه ولأنه تعالى عن الأشباه والأشكال " * (الكبير) *) العظيم الذي كل شيء دونه فلا شيء أعظم منه.
" * (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الارض مخضرة) *) بالنبات، رفع فتصبح لأن ظاهر الآية استفهام ومعناه الخبر، مجازها: اعلم يا محمد أن الله ينزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة، وإن شئت قلت: قد رأيت أن الله أنزل من السماء ماء، كقول الشاعر:
ألم تسأل الربع القديم فينطق وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق معناه: قد سألته فنطق.
" * (إن الله لطيف خبير له ما في السموات وما في الارض وإن الله لهو الغني الحميد ألم تر أن الله سخر لكم ما في الارض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»