تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٢١
" * (وأحلت لكم الانعام) *) أن تأكلوها إذا ذكيتموها " * (إلا ما يتلى عليكم) *) في القرآن وهو قوله " * (حرمت عليكم الميتة والدم) *) الآية، وقوله " * (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) *) وقيل: وأحلت لكم الأنعام في حال إحرامكم إلا ما يتلى عليكم من الصيد فإنه حرام في حال الإحرام.
" * (فاجتنبوا الرجس من الاوثان) *) يعني عبادتها لأن الأوثان كلها رجس.
" * (واجتنبوا قول الزور) *) يعني الكذب والبهتان.
قال أيمن بن حريم: قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: (يا أيها الناس عدلت شهادة الزور الشرك بالله، ثم قرأ هذه الآية).
وقال بعضهم: هو قول المشركين في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك.
" * (حنفاء) *) مستقيمين مخلصين " * (لله) *) وقيل: حجاجا غير مشركين به " * (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء) *) أي سقط إلى الأرض " * (فتخطفه الطير) *) والخطف والاختطاف تناول الشيء بسرعة، وقرأ أهل المدينة فتخطفه بفتح الخاء وتشديد الطاء أي تتخطفه فأدغم، وتصديق قراءة العامة قوله تعالى * (إلا من خطف الخطفة) * * (أو تهوي) *) تميل وتذهب " * (به الريح في مكان سحيق) *) بعيد.
قال أهل المعاني: إنما شبه حال المشرك بحال الهاوي في أنه لا يملك لنفسه نفعا ولا دفع ضر يوم القيامة.
وقال الحسن: شبه أعمال الكفار بهذه الحال في أنها تذهب وتبطل، فلا يقدرون على شيء منها.
" * (ذلك) *) الذي ذكرت من اجتناب الرجس والزور وتعظيم شعائر الله " * (من تقوى القلوب) *) هذا معنى الآية ونظمها: وشعائر الله: الهدي والبدن، وأصلها من الإشعار وهو إعلامها لتعرف أنها هدي فسميت به، وتعظيمها استعظامها واستحسانها واستسمانها.
" * (لكم فيها) *) أي في الهدايا " * (منافع) *) قيل: أن يسميها صاحبها بدنة أو هديا ويشعرها ويقلدها في رسلها وأصوافها وأوبارها وركوب ظهورها
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»