تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٣٣
الارض) *) يعني لكيلا تسقط على الأرض " * (إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم وهو الذي أحياكم) *) ولم تكونوا شيئا " * (ثم يميتكم) *) عند انقضاء آجالكم وفناء أعماركم " * (ثم يحييكم) *) للثواب والعقاب " * (إن الانسان لكفور) *) لجحود لما ظهر من الآيات والدلالات.
" * (لكل أمة جعلنا منسكا) *) مألفا يألفونه وموضعا يعتادونه لعبادة الله، وأصل المنسك في كلام العرب الموضع المعتاد لعمل خير أو شر يقال: إن لفلان منسكا أي مكانا يغشاه ويألفه للعبادة، ومنه مناسك الحج لتردد الناس إلى الأماكن التي تعمل فيها أعمال الحج والعمرة. وقال ابن عباس: " * (لكل أمة جعلنا منسكا) *) أي عيدا. وقال مجاهد وقتادة: موضع قربان يذبحون فيه، غيرهم: أراد جميع العبادات.
" * (فلا ينازعنك في الامر) *) أي في أمر الذبح، نزلت في بديل بن ورقاء وبشر بن سفيان ويزيد بن الخنيس قالوا لأصحاب رسول الله (عليه السلام): ما لكم تأكلون ما تقتلون بأيديكم ولا تأكلون ما قتله الله؟).
" * (وادع إلى ربك) *) دين ربك " * (إنك لعلى هدى مستقيم وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون) *) فتعرفون حينئذ المحق من المبطل والاختلاف ذهاب كل واحد من الخصمين إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر، وهذا أدب حسن علم الله سبحانه فيمن جادل على سبيل التعنت والمراء كفعل السفهاء أن لا يجادل ولا يناظر، ويدفع بهذا القول الذي علمه الله سبحانه لنبيه (عليه السلام) " * (ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والارض إن ذلك) *) كله " * (في كتاب) *) يعني اللوح المحفوظ " * (إن ذلك) *) يعني علمه تعالى بجميع ذلك " * (على الله يسير ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين) *) الكافرين " * (من نصير) *) يمنعهم من عذاب الله.
" * (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر) *) بين ذلك في وجوههم بالكراهة والعبوس.
" * (يكادون يسطون) *) يقعون ويبطشون " * (بالذين يتلون عليهم آياتنا) *) وأصل السطو: القهر.
" * (قل) *) يا محمد لهم " * (أفأنبئكم بشر من ذلكم) *) أي بشر لكم وأكره إليكم من هذا القرآن الذي تسمعون " * (النار) *) أي هي النار " * (وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير) *).
2 (* (ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب * ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوى عزيز * الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»