تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٣٥
صلوات الله عليهم، يقال: نزلت هذه الآية لما قال المشركون " * (أألقي الذكر عليه من بيننا) *) فأخبر أن الاختيار إليه، يختار من يشاء من خلقه.
" * (إن الله سميع) *) لقولهم " * (بصير) *) بمن يختاره لرسالته.
" * (يعلم ما بين أيديهم) *) يعني ما كان بين أيدي ملائكته ورسله قبل أن يخلقهم.
" * (وما خلفهم) *) ويعلم ما هو كائن بعد فنائهم.
وقال الحسن: ما بين أيديهم ماعملوه، وما خلفهم ما هم عاملون مما لم يعملوه بعد.
" * (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) *).
أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: وفيما قرأت على عبد الله بن نافع، وحدثني مطرف بن عبد الله عن مالك عن نافع أن رجلا من أهل مصر أخبر عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب ح قرأ سورة الحج فسجد فيها سجدتين ثم قال: ان هذه السورة فضلت بسجدتين.
وبإسناده عن مالك عن عبد الله بن دينار أنه قال: رأيت عبد الله بن عمر سجد في الحج سجدتين.
وأخبرنا أبو بكر الجوزقي قال: أخبرنا أبو العباس الدعولي قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا أبو سلمة الخزاعي منصور بن سلمة قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن صفوان بن مهران أن أبا موسى قرأ على منبر البصرة سورة الحج، فنزل فسجد فيها سجدتين.
وحدثنا أبو محمد المخلدي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم قال: حدثنا محمد ابن مسلم بن دارة قال: حدثنا محمد بن موسى بن أعين قال: قرأت على أبي عن عمرو بن الحرث عن ابن لهيعة ان شريح بن عاها حدثه عن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول الله في سورة الحج سجدتان؟ قال: نعم إن لم تسجدهما فلا تقرأهما.
" * (وجاهدوا في الله حق جهاده) *) يعني وجاهدوا في سبيل الله أعداء الله حق جهاده، وهو استفراغ الطاقة فيه، قاله ابن عباس، وعنه أيضا: لا تخافوا في الله لومة لائم وذلك حق الجهاد.
وقال الضحاك ومقاتل: يعني اعملوا لله بالحق حق عمله، واعبدوه حق عبادته.
عبد الله بن المبارك: هو مجاهدة النفس والهوى وذلك حق الجهاد، وهو الجهاد الأكبر
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»