تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٢٣٨
العلاء بن زيد " * (فارغا) *): نافرا، وقرأ ابن محيض وفضالة بن عبيد: " * (فزعا) *) بالزاي والعين من غير ألف، " * (إن كادت لتبدي به) *) قال بعضهم: الهاء في قوله: " * (به) *) راجعة إلى موسى ومعنى الكلام: إن كادت لتبدي به أنه ابنها من شدة وجدها.
أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان، قال: أخبرنا مكي بن عبدان، قال: حدثنا عبد الرحمن ابن بشر، قال: حدثنا سفيان، عن أبي سعيد، عن عكرمة، عن ابن عباس " * (إن كادت لتبدي به) *) قال: كادت تقول: وا ابناه، وقال مقاتل: لما رأت التابوت يرفعه موج ويضعه آخر، فخشيت عليه الغرق، فكادت تصيح من شفقها عليه، الكلبي: كادت تظهر أنه ابنها، وذلك حين سمعت الناس وهم يقولون لموسى بعدما شب: موسى بن فرعون، فشق عليها فكادت تقول: لا، بل هو ابني، وقال بعضهم: الهاء عائدة إلى الوحي أي " * (إن كادت لتبدي) *) بالوحي الذي أوحينا إليها أن نرده عليها.
" * (لولا أن ربطنا على قلبها) *) قوينا قلبها فعصمناها وثبتناها " * (لتكون من المؤمنين) *) المصدقين الموقنين بوعد الله عز وجل " * (وقالت) *) أم موسى " * (لأخته) *) لأخت موسى واسمها مريم " * (قصيه) *) ابتغي أثره حتى تعلمي خبره، ومنه القصص لأنه حديث يتبع فيه الثاني الأول، " * (فبصرت به) *) أبصرته " * (عن جنب) *) بعد، وقال ابن عباس: الجنب أن يسمو بصر الإنسان إلى الشيء البعيد وهو إلى جنبه لا يشعر به.
وقال قتادة: جعلت تنظر إليها كإنها لا تريده، وكان يقرأ " * (عن جنب) *) بفتح الجيم وسكون النون، وقرأ النعمان بن سالم عن جانب أي عن ناحية " * (وهم لا يشعرون) *) أنها أخته " * (وحرمنا عليه المراضع) *) وهي جمع المرضع، " * (من قبل) *) أي من قبل مجيء أم موسى، وذلك أنه كان يؤتى بمرضع بعد مرضع فلا يقبل ثدي امرأة، فهمهم ذلك، فلما رأت أخت موسى التي أرسلتها أمه في طلبه ذلك، وما يصنع به، فقالت لهم: " * (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم) *) أي يضمنونه ويرضعونه ويضمونه إليهم، وهي امرأة قد قتل ولدها، فأحب شيء إليها أن تجد صبيا صغيرا فترضعه، " * (وهم له ناصحون) *) والنصح: إخلاص العمل من شائب الفساد، وهو نقيض الغش، قالوا: نعم، فأتينا بها فانطلقت إلى أمها فأخبرتها (بحال ابنها) وجاءت بها إليهم، فلما وجد الصبي ريح أمه قبل ثديها فذلك قوله: " * (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون) *) أن الله وعدها رده إليها.
قال السدي وابن جريج: لما قالت أخت موسى: " * (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»