تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٢٤١
سبيله، فقال: إنما أخذه ليحمل الحطب إلى مطبخ أبيك، فنازع أحدهما صاحبه، فقال الفرعوني لموسى: لقد هممت إلى أن أحمله عليك.
وكان موسى قد أوتي بسطة في الخلق وشدة في القوة والبطش، " * (فوكزه موسى) *) بجمع كفه ولم يتعمد قتله، قال الفراء وأبو عبيدة: الوكز: الدفع بأطراف الأصابع، وفي مصحف عبد الله (فنكزه) بالنون، والوكز واللكز والنكز واحد، ومعناها: الدفع، " * (فقضى عليه) *) أي قتله وفرغ من أمره، وكل شيء فرغت منه فقد قضيته، وقضيت عليه، قال الشاعر:
أيقايسون وقد رأوا حفاثهم قد عضه فقضى عليه الأشجع أي قتله.
فلما قتله موسى ندم على قتله، وقال: لم أومر بذلك ثم دفنه) في الرمل) * * (قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين وقال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم قال رب بما أنعمت علي) *) بالمغفرة فلم تعاقبني " * (فلن أكون ظهيرا) *) عونا ونصيرا " * (للمجرمين) *) قال ابن عباس: لم يستثن فابتلى، قال قتادة: يعني فلن أعين بعدها على خطيئة، أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا محمد بن خالد، قال: حدثنا داود بن سليمان، قال: أخبرنا عبد بن حميد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن سلمة بن نبيط قال: بعث بعض الأمراء وهو عبد الرحمن بن مسلم إلى الضحاك بعطاء أهل بخارى، وقال: أعطهم، فقال: اعفني، فلم يزل يستعفيه حتى أعفاه، فقال له بعض أصحابه: وأنت لا) ترزأ) شيئا، فقال: لا أحب أن أعين الظلمة على شيء من أمرهم.
وبه عن عبد الله قال: حدثنا يعلى، قال حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي قال: قلت لعطاء بن أبي رياح: إن لي أخا يأخذ بقلمه، وإنما يكتب ما يدخل وما يخرج، قال: أخذ بقلمه كان ذلك غنى وإن تركه احتاج، وصار عليه دين وله عيال، فقال: من الرأس؟ قلت: خالد بن عبد الله، قال: اما تقرأ ما قال العبد الصالح: رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين، فلا يعينهم فإن الله تعالى سيغنيه.
" * (فأصبح في المدينة خائفا) *) من قتله القبطي أن يؤخذ فيقتل به، " * (يترقب) *) ينتظر الأخبار، " * (فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه) *) يستغيثه، وأصل ذلك من الصراخ، كما يقال: قال بني فلان: يا صاحبا.
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»