تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ١٨٦
قال ابن عباس في هذه الآية: في كل لغو يخوضون، مجاهد: في كل فن يفتنون، قتادة: يمدحون قوما بباطل، ويشتمون قوما بباطل.
" * (وأنهم يقولون ما لا يفعلون) *) ثم استثنى شعراء المؤمنين: حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، وكعب بن زهير فقال عز من قائل " * (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا) *) يعني ردوا على المشركين الذين هجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن شنبة قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الكسائي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن واضح عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي الحسن البراد قال: لما نزلت هذه الآية " * (والشعراء يتبعهم الغاوون) *) جاء عبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكون فقالوا: يا رسول الله أنزل الله سبحانه هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء، فقال: إقرؤوا ما بعدها " * (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا) *) أنتم " * (وانتصروا) *) أنتم.
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا القطيعي قال: حدثنا ابن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري.
وأخبرنا ابن حمدون قال: أخبرنا ابن الشرقي قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: حدثنا عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله سبحانه في الشعراء ما أنزل: يا رسول الله إن الله سبحانه وتعالى قد أنزل في الشعراء ما قد علمت فكيف ترى فيه؟
فقال النبى صلى الله عليه وسلم (إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل).
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا عمر بن الخطاب قال: حدثنا عبد الله بن الفضل قال: حدثنا عمرو بن محمد الناقد قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال: قد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة وقال: أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أجب عني، اللهم أيده بروح القدس)؟ قال: اللهم نعم
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»