تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٤٧
وقال مجاهد: لم يجعل الإنسان في خلق البهائم، ولا خلق البهائم في خلق الإنسان، ولكن خلق كل شي فقدره تقديرا.
وقال عطية: أعطى كل شئ خلقه يعني صورته.
وقال الضحاك: أعطى كل شيء خلقه، يعني اليد للبطش والرجل للمشي واللسان للنطق والعين للبصر والأذن للسمع.
وأخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الزهري قال: حدثنا أحمد ابن سعيد قال: حدثنا سعيد بن سليمان عن إسماعيل بن زكريا عن إسماعيل بن أبي صالح، أعطى كل شي خلقه " * (ثم هدى) *) قال: هداه لمعيشته.
وقال ابن عباس وسعيد بن جبير: " * (أعطى كل شيء خلقه) *) يعني شكله، للإنسان الزوجة وللبعير الناقة وللفرس الرمكة وللحمار الأتان ثم هدى أي عرف وعلم وألهم كيف يأتي الذكر الأنثى في النكاح. وقرأ نصير خلقه بفتح اللام على الفعل.
* (قال فرعون) * * (فما بال القرون الاولى) *) وإنما قال هذا فرعون لموسى حين قال موسى: " * (إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم) *)، فقال فرعون حينئذ له: فما بال القرون الأولى التي ذكرت؟ فقال موسى " * (علمها عند ربي في كتاب) *) يعني اللوح المحفوظ، وإنما رد موسى علم ذلك إلى الله سبحانه لأنه لم يعلم ذلك، وإنما نزلت التوراة عليه بعد هلاك فرعون وقومه " * (لا يضل ربي) *) أي لا يخطئ " * (ولا ينسى) *) فيتذكر، وقال مجاهد: هما شيء واحد.
" * (الذي جعل لكم الارض مهدا) *) قرأه أهل الكوفة بغير ألف أي فرشا، وقرأ الباقون مهادا أي فراشا واختاره أبو عبيد وأبو حاتم لقوله: " * (ألم نجعل الأرض مهادا) *) ولم يختلفوا فيه أنه بالألف.
" * (وسلك لكم فيها سبلا) *) أي أدخل وبين وطرق لكم فيها طرقا. " * (وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا) *) أصنافا " * (من نبات شتى) *) مختلف الألوان والطعوم والمنافع من بين أبيض وأحمر وأخضر وأصفر، ووهب كل صنف زوجا، ومنها للدواب ومنها للناس ثم قال " * (كلوا وارعوا) *) أي ارتعوا " * (أنعامكم) *) يقول العرب: رعيت الغنم فرعت لازم ومتعد.
" * (إن في ذلك) *) الذي ذكرت " * (لآيات لاولي النهى) *) أي لذوي العقول، واحدها نهية، سميت بذلك لأنها تنهى صاحبها عن القبائح والفضائح وارتكاب المحظورات والمحرمات
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»