تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٥٠
" * (فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى) *) أي المناجاة تكون اسما ومصدرا. " * (قالوا إن هذان لساحران) *) قرأ عبد الله: واسروا النجوى إن هذان ساحران بفتح الألف وجزم نونه ساحران بغير لام، وقرأ ابن كثير وحفص إن بكسر الألف وجزم النون هذان بالألف على معنى ما هذان إلا ساحران، نظيره: قوله " * (وإن نظنك لمن الكاذبين) *) قال الشاعر:
ثكلتك أمك إن قتلت لمسلما حلت عليك عقوبة الرحمن يعني ما قتلت إلا مسلما، يدل على صحة هذه القراءة قراءة أبي بن كعب: إن ذان إلا ساحران، وقرأ عيسى بن عمر الثقفي وأبو عمر بن علاء: إن هذين لساحران بالياء على الأصل، قال أبو عمرو: واني لإستحي من الله أن أقرأ إن هذان، وقرأ الباقون: إن بالتشديد هذان بالألف واختلفوا فيه، فقال قوم بما أخبرنا أبو بكر بن عبدوس وعبد الله بن حامد قالا: حدثنا أبو العباس الأصم قال: حدثنا محمد بن الجهم السمري قال: حدثنا الفراء قال: حدثني أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها سئلت عن قوله سبحانه في النساء " * (لكن الراسخون) *) * * (والمقيمين) *) وعن قوله في المائدة " * (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون) *) وعن قوله " * (إن هذان لساحران) *) فقالت: يا بن أخي هذا خطأ من الكاتب.
وقال عثمان بن عفان: إن في المصحف لحنا وستقيمه العرب بألسنتهم.
وقال أبان: قرئت هذه الآية عند عثمان فقال: لحن وخطأ، فقيل له: ألم تغيره فقال: دعوه فإنه لا يحل حراما ولا يحرم حلالا، وقال آخرون: هذه لغة الحارث بن كعب وخثعم وزبيد وكنانة يجعلون الأسين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف.
قال الفراء: أنشدني رجل من بني الأسد وما رأيت افصح منه.
وأطرق إطراق الشجاع ولو ترى مساغا لناباه الشجاع لصمما
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»