تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٥٢
فزلت فيه أقدام فصارت إلى نار غلا منها الدماغ والمثلي تأنيث الأمثل.
" * (فأجمعوا كيدكم) *) قرأ أبو عمرو فاجمعوا بوصل الألف وفتح الميم، من الجمع يعني لا تدعوا شيئا من كيدكم إلا جئتم به، وتصديقه قوله: فجمع كيده، وقرأ الباقون: فأجمعوا بقطع الألف وكسر الميم وله وجهان: أحدهما: بمعنى الجمع، يقول العرب: أجمعت الشيء وجمعته بمعنى واحد. قال أبو ذؤيب:
فكأنه بالجزع جزع يتابع وأولاه ذي العرجاء تهب مجمع والثاني: بمعنى العزم والأحكام، يقول: أجمعت الأمر وأزمعته، وأجمعت على الأمر وأزمعت عليه إذا عزمت عليه. قال الشاعر:
يا ليت شعري والمنى لا تنفع هل أغدون يوما وأمري مجمع أي محكم، وقد عزم عليه كيدكم ومكركم وسحركم وعلمكم.
" * (ثم ائتوا صفا) *) قال مقاتل: والكلبي: جميعا، وقيل: صفوفا، وقال أبو عبيد: يعني المصلى والمجتمع، وحكي عن بعض العرب الفصحاء: ما استطعت أن آتي الصف أمس، يعني المصلى.
" * (وقد أفلح اليوم من استعلى) *) يعني فاز من غلب.
" * (قالوا) *) يعني السحرة " * (يا موسى إما أن تلقى) *) عصاك من يدك " * (وإما أن نكون أول من ألقى) *) عصاه * (قال موسى) * * (بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم) *) وهو جمع العصا " * (يخيل إليه) *) قرأ ابن عامر بالتاء، رده إلى الحبال والعصي، وقرأ الباقون: بالياء ردوه إلى الكيد أو السحر، ومعناه شبه إليه من سحرهم حتى ظن " * (أنها تسعى) *) أي تمشي، وذلك أنهم كانوا لطخوا حبالهم وعصيهم بالزئبق فلما أصابه حر الشمس ارتهشت واهتزت فظن موسى أنها تقصده " * (فأوجس) *) أي أحس ووجد، وقيل: أضمر " * (في نفسه خيفة موسى) *) قال مقاتل: إنما خاف موسى إذ صنع القوم مثل صنيعه ان يشكو فيه فلا يتبعوه ويشك فيه من تابعه.
" * (قلنا) *) لموسى " * (لا تخف إنك أنت الاعلى) *) الغالب " * (وألق ما في يمينك) *) يعني العصا " * (تلقف) *) تلتقم وتلتهم " * (ما صنعوا إنما صنعوا) *) يعني إن الذي صنعوا " * (كيد ساحر) *) قرأ أهل الكوفة بكسر السين من غير ألف، وقرأ الباقون: ساحر بالألف على فاعل، واختاره أبو عبيد،
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»