تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٤٦
سمعت أبا القاسم الحسنن بن محمد بن حبيب يقول: سمعت أبي يقول سمعت على بن محمد الوراق يقول: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول وقرأ هذه الآية: هذا رفقك بمن يقول: أنا الإله، فكيف رفقك بمن يقول: أنت الإله؟
قال أبو القاسم الحسين فبنيت عليه ألفاظا اقتديت به فيها فقلت: هذا رفقك بمن ينافيك فكيف رفقك بمن يصافيك؟ هذا رفقك بمن يعاديك فكيف رفقك بمن يواليك؟ هذا رفقك بمن يسبك فكيف رفقك بمن يحبك؟ هذا رفقك بمن يقول لك ندا فكيف رفقك بمن يقول فردا؟ هذا رفقك بمن ضل فكيف رفقك بمن ذل هذا رفقك بمن اقترف فكيف رفقك بمن اعترف؟ هذا رفقك بمن أصر فكيف رفقك بمن أقر؟ هذا رفقك بمن استكبر فكيف رفقك بمن استغفر؟
" * (قالا) *) يعني موسى وهارون " * (ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا) *). قال ابن عباس: يعجل بالقتل والعقوبة، وقال الضحاك: تجاوز الحد، وقيل: يغلبنا " * (أو أن يطغى) *) يتكبر ويستعصي علينا.
" * (قال لا تخافا إنني معكما) *) بالدفع عنكما " * (أسمع) *) قولكما وقوله " * (وأرى) *) فعله وفعلكما " * (فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم) *) أي ولا تتعبهم في العمل، وكانت بنو إسرائيل عند آل فرعون في عذاب شديد يقتل أبناءهم ويستخدم نساءهم ويكلفهم من العمل واللبن والطين وبناء المدائن ما لا يقدرون عليه.
قال موسى " * (قد جئناك بآية من ربك) *) قال فرعون: وما هي؟ قال: فأدخل يده في جيب قميصه ثم أخرجها فإذا هي بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس، غلبت نور الشمس، فعجب منها ولم يره العصا إلا بعد ذلك يوم الزينة.
" * (والسلام على من اتبع الهدى) *) يعني من أسلم " * (إنا قد أوحى إلينا أن العذاب على من كذب) *) أنبياء الله " * (وتولى) *) أعرض عن الإيمان، ورأيت في بعض التفاسير أن هذه أرجى آية للموحدين في القرآن.
" * (قال فمن ربكما يا موسى) *) يعني يا موسى وهارون فذكر موسى دون هارون لرؤوس الآي.
" * (قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه) *) قال الحسين وقتادة: أعطى كل شئ صلاحه وهداه لما يصلحه
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»