تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ١٧٢
هريقي من دموعهما سجاما ضباع وجاوبي نوحا قياما " * (فلن تستطيع له طلبا) *) بعد ما ذهب ونصب.
" * (وأحيط بثمره) *) أي أحاط الهلاك بثمر جنتيه، وهي جميع صنوف الثمار. وقال مجاهد: هي ذهب وفضة؛ وذلك أن الله أرسل عليها نارا فأهلكها وغار ماؤها، " * (فأصبح) *) صاحبها الكافر " * (يقلب كفيه) *): يصفق يده على الأخرى، وتقليب كفيه ظهرا لبطن؛ تأسفا وتلهفا " * (على ما أنفق فيها) *) يعني: عليها كقوله: " * (ولأصلبنكم في جذوع النخل) *) أي عليها " * (وهي خاوية على عروشها) *) ساقطة على سقوفها، خالية من غرسها وبنائها " * (ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا) *).
قال الله عز وجل: " * (ولم تكن له فئة) *) أي جماعة " * (ينصرونه من دون الله) *): يمنعونه من عذاب الله، " * (وما كان منتصرا) *): ممتنعا منتقما.
" * (هنالك) *) يعني: في القيامة " * (الولاية لله الحق) *)، قرأ الأعمش وحمزة والكسائي (الولاية) بكسر الواو يعني: السلطان والأمر. وقرأ الباقون بفتح الواو، من الموالاة كقوله: " * (الله ولي الذين آمنوا) *)، وقوله: " * (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا) *).
قال القتيبي: يريد: يتولون الله يومئذ، ويؤمنون به ويتبرؤون مما كانوا يعبدون. وقوله: " * (الحق) *) رفعه أبو عمرو والكسائي على نعت الولاية، وتصديقه قراءة أبي: (هنالك الولاية الحق لله). وقرأ الآخرون بالكسر على صفة الله كقوله: " * (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) *)، وتصديقه قراءة عبد الله: (هنالك الولاية لله وهو الحق) فجعله من نعت الله. " * (هو خير ثوابا) *) لأوليائه وأهل طاعته " * (وخير عقبى) *) لهم في الآخرة إذا صاروا إليه. والعقب: العاقبة، يقال: هذا عاقبة أمره كذا، وعقباه وعقبه أي آخرة قوله.
(* (واضرب لهم مثل الحيواة الدنيا كمآء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شىء مقتدرا * المال والبنون زينة الحيواة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا * ويوم نسير الجبال وترى الارض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا *
(١٧٢)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»