تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ١٧٧
ما شهدته. قال: ثم ذكرت قول الله تعالى: " * (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني) *)، فعلمت أنه لا يكون ذرية إلا من زوجة، قلت: نعم. فأخذ دنه وانطلق، قال: فرأيت أنه مختاري. قال ابن زيد: إبليس أبو الجن كما إن آدم (عليه السلام) أبو الإنس. قال الله تعالى لإبليس: إني لا أخلق لآدم ذرية إلا ذرأت لك مثلها، (كلما) ولد لآدم. قال قتادة: إنهم يتوالدون كما يتوالد بنو آدم، وما ولد لآدم ذرية إلا ولد له مثله، فليس من ولد آدم أحد إلا له شيطان قد قرن به. " * (بئس للظالمين بدلا) *)، أي بئس البدل لإبليس وذريته من الله. قال قتادة: بئس ما استبدلوا بعبادة ربهم: طاعة إبليس وذريته.
2 (* (مآ أشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا * ويوم يقول نادوا شركآئى الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا * ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا * ولقد صرفنا فى هاذا القرءان للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شىء جدلا * وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جآءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الاولين أو يأتيهم العذاب قبلا * وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا ءاياتى وما أنذروا هزوا * ومن أظلم ممن ذكر بئايات ربه فأعرض عنها ونسى ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفىءاذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا * وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا * وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا) *) 2 " * (ما أشهدتهم) *): ما أحضرتهم، يعني إبليس وذريته. وقيل: يعني الكافرين أجمع. قال الكلبي: يعني ملائكة السماوات. وقرأ أبو جعفر: (ما أشهدناهم) بالنون والألف على التعظيم، " * (خلق السماوات والأرض) *) فأستعين بهم على خلقها، وأشاورهم وأوامرهم فيها، " * (ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا) *): أنصارا وأعوانا.
" * (ويوم يقول نادوا) *) قرأ حمزة بالنون. الباقون بالياء لقوله: " * (شركائي) *) ولم يقل: شركاءنا. " * (شركائي الذين زعمتم) *) أنهم شركائي، " * (فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم) *) يعني بين الأوثان وعبدتها. وقيل: بين أهل الهدى والضلالة " * (موبقا) *)، قال عبد الله بن عمر: هو واد عميق في جهنم يفرق به يوم القيامة بين أهل لا إله إلا الله، وبين من سواهم. وقال ابن عباس: هو واد في النار. وقال مجاهد: واد من حميم. وقال عكرمة: هو نهر في النار يسيل
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»