تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٢٥١
الآخر إلا أن التحسس في الخير والتجسس في الشر، الحسن وقتادة: ذكر لنا أن نبي الله يعقوب لم ينزل به بلاء قط إلا أتى حسن ظنه بالله من ورائه، وما ساء ظنه بالله ساعة قط من ليل أو نهار، الحسن عن الأحنف بن قيس عن ابن عباس بن عبدالمطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال داود: (إلهي) أسمع الناس يقولون إله إبراهيم وإسحق ويعقوب فاجعلني رابعا: فقال: لست هناك، إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا قط إلا اختارني، وإن إسحاق جاد لي بنفسه، وإن يعقوب في طول ما كان لم ييأس من يوسف).
" * (قالوا يا أيها العزيز) *) في الآية متروك يستدل بسياق الكلام عليه تقديره: فجاؤوا راجعين إلى مصر حتى وصلوا إليها فدخلوا على يوسف، فقالوا له: يا أيها العزيز، يا أيها الملك بلغة حمير، " * (مسنا وأهلنا الضر) *) الشدة والجوع " * (وجئنا ببضاعة مزجاة) *) قليلة، رديئة ناقصة، كاسدة. لا تنفق في شيء من الطعام إلا (يتوجبن) من البائع فيها، وأصل الإزجاء السوق والدفع، قال الله تعالى: " * (ألم تر أن الله يزجي سحابا) *) قال النابغة الذبياني:
وهبت الريح من تلقاء ذي أزل تزجي مع الليل من صرادها صرما وقال حاتم الطائي:
ليبك على ملحان ضيف مدفع وأرملة تزجي مع الليل أرملا وإنما قيل للبضاعة: مزجاة لأنها غير نافقة وإنما يجوز تجويزا على دفع من أخذها. وأمالها حمزة والكسائي وفخمها الباقون.
واختلف المفسرون في هذه البضاعة ما هي؟ عكرمة عن عباس: كانت دراهم رديئة زيوفا لا تنفق إلا بوضيعه بإذن عنه، يعني لا تنفق في الطعام؛ لأنه لا يؤخذ في ثمن الطعام إلا الجيد، ابن أبي مليكة: حبل خلق الغرارة والحبل ورثة المتاع، عبد الله بن الحرث: متاع الأعراب، الصوف والسمن، الكلبي ومقاتل وابن حيان: الصنوبر وحبة خضراء، سعيد بن جبير: دراهم (قليلة)، ابن إسحاق: قليلة لا تبلغ ما كان يشترى به إلا أن تتجاوز لنا فيها أحسن كانت أو أوطأ، جويبر عن الضحاك: النعال والأدم، وروي عنه أنها سويق المقل.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»