عطاء: هذا في الدعاء وذلك أن الكفار أشركوا بربهم في الرخاء، فإذا أصابهم البلاء أخلصوا في الدعاء، بيانه قوله تعالى: " * (وظنوا أنهم أحيط بهم دعواالله مخلصين له الدين) *) وقوله تعالى: " * (وإذا غشيهم موج كالظل دعوا الله مخلصين له الدين) *) وقوله: " * (وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه) *) وقوله: " * (وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض) *).
وقال بعض أهل المعاني: معناه وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون قبل إيمانهم، نظيره قوله تعالى: " * (وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا) *) يعني كانوا هم أشد منهم بطشا. وقال وهب: هذه في وقعة الدخان وذلك أن أهل مكة لما غشيهم الدخان في سني القحط قالوا: ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون، وذلك إيمانهم وشكرهم عودهم إلى الكفر بعد كشف العذاب بيانه قوله: " * (إنكم عائدون) *) والعود لا يكون، إلا بعد ابتداء والله أعلم " * (أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله) *) قال ابن عباس: مجللة، مجاهد: عذاب يغشاهم، نظيره قوله: " * (يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم) *): قتادة: وقيعة، الضحاك: يعني الصواعق والقوارع " * (أو تأتيهم الساعة) *) القيامة " * (بغتة) *) فجأة، " * (وهم لا يشعرون) *) بقيامها، ابن عباس: تصيح الصيحة بالناس وهم في أسواقهم.
" * (قل) *) لهم يا محمد " * (هذه) *) الدعوة التي أدعو إليها والطريقة التي أنا عليها " * (سبيلي) *) سنتي ومنهاجي، قاله ابن زيد، وقال الربيع: دعوتي، الضحاك: دعائي، مقاتل: ديني، نظيره قوله تعالى: " * (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) *) أي دينه، " * (أدعو إلى الله على بصيرة) *) على يقين، يقال: فلان مستبصر في كذا أي مستيقن " * (أنا ومن اتبعني) *) آمن بي وصدقني فهو أيضا يدعو إلى الله، هذا قول الكلبي، وابن زيد قال: أحق والله على من اتبعه أن يدعو إلي بما دعا إليه، ويذكر بالقرآن والموعظة، وينهى عن معاصي الله.
وقيل: معناه أنا ومن اتبعني على بصيرة، يقول: كما أني على بصيرة، فكذلك من آمن بي واتبعني فهو على بصيرة أيضا، قال ابن عباس: يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على أحسن طريقة وأقصد هداية، معدن العلم، وكنز الإيمان وجند الرحمن. " * (وسبحان الله) *) أي وقل: