تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٢٤٧
العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينآ إن الله يجزى المتصدقين * قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون * قالوا أءنك لانت يوسف قال أنا يوسف وهاذا أخى قد من الله علينآ إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين * قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين * قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين * اذهبوا بقميصى هاذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا وأتونى بأهلكم أجمعين) *) 2 " * (وتولى عنهم) *) وذلك أن يعقوب لما بلغه خبر بنيامين تتام حزنه وبلغ جهده وجدد حزنه على يوسف، فأعرض عنهم " * (وقال يا أسفى) *) يا حزني " * (على يوسف) *) وقال مجاهد: يا جزعاه، والأسف: شدة الحزن والندم.
" * (وابيضت عيناه من الحزن) *) مقاتل: لم يبصر بهما ست سنين " * (فهو كظيم) *) أي مكظوم مملوء من الحزن، ممسك عليه لا يبثه، ومنه كظم الغيظ، عطاء الخراساني: كظيم: حزين، مجاهد: مكبود، الضحاك: كميد، قتادة: تردد حزنه في جوفه، ولم يتكلم بسوء، ولم يتكلم إلا خيرا، ابن زيد: بلغ به الجزع حتى كان لا يكلمهم، ابن عباس: مهموم، مقاتل: مكروب، وكلها متقاربة.
سعيد بن جبير: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لم يعط أمة من الأمم إنا لله وإنا إليه راجعون عند المصيبة إلا أمة محمد، ألا ترى إلى يعقوب حين أصابه لم يسترجع: إنما قال يا أسفى على يوسف؟).
وأخبرني ابن فنجويه (قال: حدثنا أبو بكر بن مالك) القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل، (قال: حدثني) أبي، عن هشام (بن القاسم) عن الحسن، قال: كانت بين خروج يوسف من حجر أبيه إلى يوم التقى معه ثمانين عاما لا تجف عينا يعقوب، وما على وجه الأرض أكرم على الله من يعقوب.
" * (قالوا) *) يعني ولد يعقوب " * (تالله تفتؤ تذكر يوسف) *) أي لا تزال تذكر يوسف، لا تفتر من حبه، يقال: ما فتئت أقول ذلك، وما فتأت أو أفتؤ، فتأ وفتوا، قال أوس بن حجر:
فما فتئت حي كأن غبارها سرادق يوم ذي رياج ترفع وقال آخر:
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»