تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٨٧
" * (ويا قوم لا يجرمنكم) *) لا يحملنكم " * (شقاقي) *) خلافي وفراقي " * (أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح) *) من العذاب " * (وما قوم لوط منكم ببعيد) *) وذلك أنهم كانوا حديثي عهد بهلاك قوم لوط، وقيل: ما دار قوم لوط منكم ببعيد " * (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود) *) محب المؤمنين، وقيل: مودود للمؤمنين ومحبوبهم.
" * (قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا) *) وذلك أنه كان ضريرا، قال سفيان: كان ضعيف البصر، وكان يقال له خطيب الأنبياء " * (ولولا رهطك) *) عشيرتك وكان في عزة ومنعة من قومه " * (لرجمناك) *) لقتلناك " * (وما أنت علينا بعزيز قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا) *) قيل: الهاء راجعة إلى الله وقيل: إلى أمر الله وما جاء به شعيب، أي نبذتموه وراء ظهوركم وتركتموه، يقال: جعلت أمري بظهر إذا قصر في أمره وأخل بحقه.
" * (إن ربي بما تعملون محيط ويا قوم اعملوا على مكانتكم) *) أي تؤدتكم ومكانكم، يقال: فلان يعمل على مكانته ومكنته إذا عمل على تؤده تمكن. ويقال: مكن يمكن مكنا مكانا ومكانة، " * (إني عامل فسوف تعلمون) *) أينا الجاني على نفسه، والأخطى في فعله، وذلك قوله " * (من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب) *) قيل:
" * (من) *) في محل النصب أي فسوف تعلمون من هو كاذب، وقيل: ويخزي من هو كاذب، وقيل: محله رفع تقديره: ومن هو كاذب فيعلم كذبه ويذوق وبال أمره " * (فارتقبوا) *) وانتظروا العذاب " * (إني معكم رقيب) *) منتظر.
" * (ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة) *) صيحة من السماء أخذتهم وأهلكتهم، ويقال: إن جبريل صاح بهم صيحة فخرجت أرواحهم من أجسادهم.
" * (فأصبحوا في ديارهم جاثمين) *) ميتين ساقطين هلكى صرعى " * (كأن لم يغنوا) *) يكونوا " * (فيها ألا بعدا) *) هلاكا وغضبا " * (لمدين كما بعدت) *) هلكت " * (ثمود ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين) *) حجة بينة " * (إلى فرعون وملائه واتبعوا أمر فرعون) *) وخالفوا أمر موسى " * (وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه) *) أي يتقدمهم ويقودهم إلى النار يوم القيامة " * (فأوردهم النار وبئس الورد المورود) *) وبئس المدخل المدخول فيه.
" * (واتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود) *) العون المعان، وذلك أنه ترادفت عليهم اللعنات، لعنة في الدنيا، ولعنة في الآخرة.
" * (ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد) *) خراب، ابن عباس: قائم ينظرون إليه، وحصيد قد خرب وهلك أهله، مقاتل: قائم يعني له أثر، وحصيد لا أثر له، مجاهد:
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»