تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٨٦
" * (إني أراكم بخير) *) قال ابن عباس (ح): موسرين في نعمة، الحسن: الغنى ورخص السعر، قتادة: المال وزينة الدنيا، الضحاك: رغد العيش وكثرة المال، مجاهد: خصب وسعة، وغيرهم في غلاء السعر وزوال النعمة وحلول النقمة إن لم يتوبوا " * (وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط) *) محيط بكم فلا يفلت منكم أحد.
" * (ويا قوم أوفوا المكيال والميزان) *) اكتالوا بالقسط " * (ولا تبخسوا) *) ولا تنقصوا " * (الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) *) قال ابن عباس: ما أبقى الله لكم من الحلال، وإيفاء الكيل والوزن خير من البخس والتطفيف، قال مجاهد: الطاعة، سفيان: رزق الله، قتادة: حظكم من ربكم، ابن زيد: الهلاك في العذاب والبقية: الرحمة، الفراء: مراقبة الله " * (وما أنا عليكم بحفيظ) *) وإنما قال هذا لأن شعيبا لم يؤمر بالقتال.
" * (قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا) *) من الأوثان، قال ابن عباس: كان شعيب كثير الصلاة لذلك قالوا هذا، قال الأعمش: يعني قراءتك " * (أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء) *) يعني أو أن نترك أن نفعل في أموالنا ما نشاء، وقرأ بعضهم: تفعل وتشاء بالتاء يعني: تأمرك أن تفعل في أموالنا ما تشاء فيكون راجعا إلى الأمر لا إلى الترك.
قال أهل التفسير: كان هذا نهيا لهم عنه وعذبوا لأجله قطع الدنانير والدراهم. فلذلك قالوا: وأن نفعل ما نشاء " * (إنك لأنت الحليم الرشيد) *) قال ابن عباس: السفية الغاوي. قال القاضي: والعرب تصف الشيء بضده، للتطير والفأل كما قيل للديغ: سليم، وللفأرة: مفازة.
وقيل: هو على الاستهزاء، كقولهم للحبشي: أبو البيضاء، وللأبيض: أبو الجون، ومنه قول خزنة النار لأبي جهل: " * (ذق إنك أنت العزيز الكريم) *). وقيل: معناه الحليم الرشيد بزعمك وعندكن ومثله في صفة أبي جهل، وقال ابن كيسان: هو على الصحة أي أنك يا شعيب لنا حليم رشيد، فليس يجمل بك شق عصا قومك ولا مخالفة دينهم، كقول قوم صالح له: * (يا صالح قد كنت فينا مرجوا) * * (قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة) *) حجة وبصيرة وبيان وبرهان " * (من ربي ورزقني منه رزقا حسنا) *) حلالا طيبا من غير بخس ولا تطفيف، وقيل: علما ومعرفة " * (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه) *) ما أريد أن أنهاكم عن أمر وأرتكبه " * (إن أريد) *) ما أريد فيما آمركم به وأنهاكم عنه " * (إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) *) أي أرجع فيما ينزل بي من النوائب، وقيل: إليه أرجع في الآخرة.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»