تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٧٣
ابنه ولكنه كان مخالفا في النية والعمل والدين، فمن ثم قال تعالى: انه ليس من أهلك، وهذا القول أولى بالصواب وأليق بظاهر الكتاب.
فقال نوح (عليه السلام) عند ذلك " * (رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين قيل يا نوح اهبط) *) انزل من السفينة إلى الأرض " * (بسلام) *) بأمن وسلامة " * (منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك) *) وهم الذين كانوا معه في السفينة.
وقال أكثر المفسرين: معناه وعلى قرون تجيء من ذرية من معك من الذين آمنوا معك من ولدك، وهم المؤمنون وأهل السعادة من ذريته " * (وأمم سنمتعهم) *) في الدنيا " * (ثم يمسهم منا) *) في الآخرة " * (عذاب أليم) *) وهم الكافرون وأهل الشقاوة. وقال محمد بن كعب القرضي: داخل في ذلك السلام كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة، وكذلك داخل في ذلك العذاب والمتاع كل كافر وكافرة إلى يوم القيامة.
قال الضحاك: زعم أناس إن من غرق من الولدان مع آبائهمن وإنما ليس كذلك وإنما الولدان بمنزلة الطير، وسائر من أغرق الله يعود لابنه ولكن حضرت آجالهم فماتوا لآجالهم والمذكورين من الرجال والنساء ممن كان الغرق عقوبة من الله لهم في الدنيا ثم مصيرهم إلى النار.
2 (* (تلك من أنبآء الغيب نوحيهآ إليك ما كنت تعلمهآ أنت ولا قومك من قبل هاذا فاصبر إن العاقبة للمتقين * وإلى عاد أخاهم هودا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إلاه غيره إن أنتم إلا مفترون * ياقوم لاأسألكم عليه أجرا إن أجرى إلا على الذى فطرنىأفلا تعقلون * وياقوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السمآء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين * قالوا ياهود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركى ءالهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين * إن نقول إلا اعتراك بعض ءالهتنا بسوء قال إنىأشهد الله واشهدوا أنى برىء مما تشركون * من دونه فكيدونى جميعا ثم لا تنظرون * إنى توكلت على الله ربى وربكم ما من دآبة إلا هو ءاخذ بناصيتهآ إن ربى على صراط مستقيم * فإن تولوا فقد أبلغتكم مآ أرسلت به إليكم ويستخلف ربى قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربى على كل شىء حفيظ * ولما جآء أمرنا نجينا هودا والذين ءامنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ * وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد * وأتبعوا فى هاذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألاإن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود) *) 2 " * (ذلك) *) الذي ذكرت " * (من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت) *) يا محمد " * (ولا قومك من قبل هذا) *) من قبل إخباري إياك " * (فاصبر) *) على القيام بأمر الله وتبليغ رسالته وما تلقى من أذى الكفار كما صبر نوح " * (إن العاقبة) *) آخر الأمر بالسعادة والظفر والمغفرة " * (للمتقين) *) كما كان لمؤمني قوم نوح وسائر الأمم.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»