تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٣٠١
سمعت أبا القاسم الحبيبي قال: سمعت أبا بكر محمد بن عبد (....) يقول فيه تقديم وتأخير أي: يأخذون هذا العرض الأدنى " * (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه) *) وقرأوا ما فيه، وقرأ السلمي: ادارسوا أي تدارسوا مثل إذا زكوا أي قارأ بعضهم بعضا.
" * (والدار الآخرة خير للذين يتقون) *) الشرك والحرام " * (أفلا تعقلون) *) بالياء قرأ أكثر القراء على الخبر.
وقرأ الحسن وابن الأشهب بالتاء على الخطاب " * (والذين يمسكون الكتاب) *) قرأ عمر بن الخطاب وأبو العالية وعاصم ورواية أبي بكر بسكون خفيفة. وقرأ الباقون بسكون التشديد.
قال أبو عبيد وأبو حاتم: لأنه يقال تمسكت بالشيء ولا يقال أمسكت بالشيء: إنما يقال أمسكته ويدل عليه قراءة أبي ابن كعب (والذين مسكوا الكتاب) على الماضي وهو جيد لقوله: (وأقاموا الصلاة) إذ قال ما يعطف (من) على مستقبل إلا في المعنى.
وقرأ الأعمش: (والذين استمسكوا بالكتاب) ومعنى الآية: وأن يعملوا بما في كتاب الله قال مجاهد وابن زيد: هم من اليهود والنصارى الذين يمسكون بالكتاب الذي جاء به موسى فلا يحرفونه ولا يكتمونه أحلوا حلاله وحرموا حرامه ولم يتخذوه (ما كله نزل) في عبد الله بن سلام وأصحابه، وقال عطاء: فيهم أنه محمد صلى الله عليه وسلم * (وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين) * * (وإذ نتقنا الجبل فوقهم) *) أي قلعنا الجبل.
قال مجاهد: كما ينتق الزبد. وقال المؤرخ: قطعنا.
وقال أبو عبيدة: زعزعنا. وقال الفراء: خلقنا. وقال بعضهم رفعناه. واحتج بقول العجاج:
ينتقن أقتاد الشليل نتقا يعني يرفعه عن ظهره.
وقال آخر:
ونتقوا أحلامنا الأثاقلا وقال بعضهم: أصل النتق والنتوق أن يقلع الشيء من موضعه فيرمى. قال أبان بن تغلب:
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»