تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٩
وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون * فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هاذا الادنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الاخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون * والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلواة إنا لا نضيع أجر المصلحين * وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا مآ ءاتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون) *) 2 " * (وإذ تأذن ربك) *) أذن وأعلم ربك مثل قولهم تعلم بمعنى أعلم. وأنشد المبرد:
تعلم أن خير الناس حي ينادي في شعارهم يسار وقال زهير:
فقلت تعلم أن للصيد غرة فان لا تضيعها فإنك قاتله وقال ابن عباس: (تأذن ربك) قال ربك، وقال مجاهد: أمر ربك، وقال عطاء: حتم، وقال أبو عبيد: أخبر، وقال قطرب: وعد.
" * (ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب) *) هم اليهود بعث الله عليهم محمدا وأمته يقاتلونهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية، وقال سعيد بن جبير: هم أهل الكتاب بعث الله عليهم العرب يجبونهم الخراج إلى يوم القيامة فهو سوء العذاب ولم يجب نبي قط الخراج إلا موسى (عليه السلام) فهو أول من وضع الخراج فجباه ثلاث عشرة سنة ثم أمسك " * (فخلف من بعدهم خلف) *) أي حضرت وجاء وتبدل من بعد هؤلاء الذين وصفناهم خلف.
قال أبو حاتم: الخلف بسكون اللام الأولاد والواحد والجميع فيه سواء والخلف بفتح اللام البدل ولدا كان أو غريبا، وقال الآخرون: هم خلف سوء.
وقال ابن الأعرابي: الخلف بالفتح الصالح و (بالجزم) الصالح. قال لبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب ومنه قيل للردئ من الكلام: خلف، ومنه المثل السائر: سكت الفا وبطن خلفا.
وقال النضر بن شميل: الخلف بجزم اللام واسكانها في غير القرآن السوء واحد، فأما في القرآن الصالح (بفتح) اللام لا غير، وأنشد:
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»