تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٤
وقال ابن جريج: بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم وكفروا وكانوا اثني عشر سبطا تبرأ سبط منهم مما صنعوا واعتذروا وسألوا الله أن يفرق بينهم (وبينه) ففتح الله عليم نفقا في الأرض فساروا فيه سنة ونصف حتى خرجوا من وراء الصين، فهم هناك حقا مسلمون يستقبلون قبلتنا.
قال الكلبي والربيع والضحاك وعطاء: هم قوم من قبل المغرب خلف الصين على نهر من الرمل يسمى نهر أودق وليس لأحد منهم مال دون صاحبه يمطرون بالليل ويصبحون بالنهار ويزرعون لا يصل إليهم منا أحد ولا منهم إلينا أحد وهم على الحق وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جبرئيل (ذهب إليهم ليلة) أسري به فكلمهم فقال لهم جبرئيل: هل تعرفون من تكلمون؟
قالوا: لا.
قال: هذا محمد النبي فآمنوا به، وقالوا: يا رسول الله إن موسى أوصانا أن من أدرك منكم أحمد فليقرأ عليه مني السلام.
فرد محمد صلى الله عليه وسلم على موسى: فعليه السلام، ثم أقرأهم عشر سور من القرآن نزلت بمكة ولم يكن نزلت فريضة غير الصلاة والزكاة فأمرهم بالصلاة والزكاة وأمرهم أن يقيموا مكانهم وكانوا يسبتون فأمرهم أن يجمعوا وأن يتركوا السبت.
2 (* (وقطعناهم اثنتى عشرة أسباطا أمما وأوحينآ إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولاكن كانوا أنفسهم يظلمون * وإذ قيل لهم اسكنوا هاذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين * فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذى قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السمآء بما كانوا يظلمون) *) 2 " * (وقطعناهم) *) يعني بني إسرائيل " * (اثنتي عشرة أسباطا أمما) *) روى أبان بن يزيد العطار عن عاصم: وقطعناهم بالتخفيف وأراد بالأسباط القبائل والفرق ولذلك أنشأ العدد والأسباط جمع مذكر.
قال الشاعر:
وإن قريشا كلها عشر أبطن وأنت بريء من قبائلها العشر فذهب بالبطن إلى القبيلة والفصيلة فلذلك كان (البطن) مذكر وإنما قال: (أسباطا أمما)
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»