تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٦٥
" * (ونبيا من الصالحين) *): ثم أهوى النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال: (كان ذكره مثل هذه القذاة).
وقال المبرد: الحصور الذي لا يدخل في اللعب والعبث والأباطيل، وأصله من قول العرب الذي لا يدخل في الميسر حصور. قال الأخطل:
وشارب مربح بالكأس نادمني لا بالحصور ولا فيها بسوار فلما نادت الملائكة زكريا بالبشارة " * (قال رب) *): يا سيدي قاله لجرائيل (عليه السلام)، وهذا هو قول الكلبي وأكثر المفسرين.
وقال الحسن بن الفضل: إنما قال زكريا لله يا رب لا لجبرائيل.
" * (أنى يكون) *): من أين يكون، " * (لي غلام) *): ابن. " * (وقد بلغني الكبر) *): قال أبو حمزة والفراء والمورخ بن المفضل: هذا من المقلوب: أي قد بلغت الكبر كما يقال: بلغني الجهد: أي إني في جهد، ويقول هذا القول لا يقطعني أي لا يبلغ (بي) ما أريد (أن) يقطعه، وأنشد المفضل:
كانت فريضة ما زعمت كما كانت الزناء فريضة الرجم وقيل معناه: وقد نالني الكبر وأدركني وأخذ مني وأضعفني.
قال الكلبي: كان يوم بشر بالولد ابن اثنين وتسيعن سنة، وقيل: ابن تسع وتسعون سنة، فذلك قوله: " * (وامرأتي عاقر) *): أي عقيم لا تلد، يقال: رجل عاقر وامرأة عاقر، وقد عقر بضم القاف، يعقر عقرا وعقارة، وقيل: تكلم حتى أعقر بكسر القاف يعقر عقرا إذا أبقى فلم يقدر على الكلام.
وقال عامر بن الطفيل:
ولبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا جبانا فما عذري لدى كل محضر وإنما حذف الهاء؛ لاختصاص الأناث بهذه، وقال به تارة الخليل.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»