تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ١٦٣
وروى سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان قال: دخلنا على زيد بن أرقم فقلنا له: لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه؟ قال: نعم، وإنه خطبنا فقال: (إني تارك فيكم كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة).
وروى عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله يقول: (يا أيها الناس إني قد تركت فيكم خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله جل جلاله من السماء وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض).
فقال مقاتل بن حيان: (بحبل الله) أي بأمره وطاعته.
أبو العالية: بإخلاص التوحيد لله عز وجل.
ابن زيد: بالإسلام.
" * (ولا تفرقوا) *) كما تفرقت اليهود والنصارى.
وروى الأوزاعي عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على اثنى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) فقيل يا رسول الله وما هذه الواحدة؟ قال فقبض يده، وقال: (الجماعة) ثم قرأ " * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) *).
وروى أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد: نحن حبل الله الذي قال الله: " * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) *).
أخبرني محمد بن كعب القرظي عن أبي سعيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله رضى لكم ثلاثا وكره لكم ثلاثا: رضى لكم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واسمعوا وأطيعوا لمن ولاه الله أمركم، وكره لكم القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال).
وعن عبد الله بن بارق الحنفي عن سماك يعني الحنفي قال: قلت لابن عباس: قوم يظلموننا ويعتدون علينا في صدقاتنا ألا تمنعهم؟ فقال: لا يا حنفي أعطهم صدقتهم وإن أتاك أهدل الشفتين منتفش المنخرين يعني زنجيا فأعطه، فنعم القلوص قلوص يأمن بها المرؤس عروسه ووطنه يعني امرأته وقربة اللبن يا حنفي الجماعة الجماعة، إنما هلكت الأمم الخالية بتفرقها أما سمعت قول الله: " * (جميعا ولا تفرقوا) *).
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»