تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٨٣
فقمنا ولما يصح ديكنا إلى جونة عند حدادها يعني صاحبها الذي يحفظها ويمنعها.
قال النابغة: إلا سليمان إذ قال المليك له قم في البرية فاحددها عن الفند، ومنه حدود الأرض، والدار هي ما منع غيره أن يدخل فيها، وسمي الحديد حديدا لأنه يمتنع من الأحداء، ويقال إحدمت المرأة على زوجها وحدت إذا منعت نفسها من الزينة، فحدد الله هي ما منع فيها أو منع من مخالفتها والتعدي إلى غيرها.
" * (فلا تقربوها) *) فلا تأتوها، يقال: قربت الشيء أقربه وقربت منه بضم الراء إذا دنوت منه.
" * (كذلك) *) هكذا " * (يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون) *) لكي يتقوها فنجوا من السخطة والعذاب.
(* (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بهآ إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون * يسئلونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولاكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون) *) 2 " * (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) *) الآية.
قال ابن حيان وابن السايب: نزلت هذه في أمرؤ القيس بن عابس الكندي وفي عبدان بن أشرح الحضرمي، وذلك إنهما اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أرض فأراد أمرؤ القيس أن يحلف فأنزل الله " * (إن الذين يشترون بعهد الله) *) فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم فأبى أن يحلف وحكم عبدان في أرضه ولا يخاصمه.
فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم وكان أمرؤ القيس المطلوب وعبدان الطالب فأنزل الله عز وجل " * (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) *) الآية أي لا يأكل بعضكم مال بعض، (بالباطل) أي من غير الوجه الذي أباحه الله تعالى له، وأصل الباطل الشيء الذاهب الزائل يقال: بطل يبطل بطولا وبطلانا إذا ذهب.
" * (وتدلوا بها إلى الحكام) *) أي تلقون أمور تلك الأموال بينكم وبين أربابها إلى الحكام، وأصل الادلاء إرسال الدلو وإلقاءه في البئر، يقال أدلى دلوه إذا أرسلها
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»