الحقوق ويدفع بهم الظلم).
خارجة بن نور عن عبد الرحمن بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حبس ذكر حق بعدما تقبض ما فيه ثلاثا فعليه قيراط من الإثم).
" * (أن تضل إحدهما فتذكر أحداهما الأخرى) *). قراء الأعمش وحمزة: (أن) بكسر الألف (فتذكر) رفعا، ومعناه الجزاء والابتداء، وموضع (تضل) جزم للجزاء إلا أنه لا يتبين في التضعيف (فتذكر) رفع لأن ما بعد فاء الجزاء مبتدأ.
وقرأة العامة بنصب الألف، فالفاء على الاتصال بالكلام الأول وموضع (أن) نصب بنزع حرف الصفة يعني لأن، و (تضل) محله نصب بأن (فتذكر) مسوق عليه. ومعنى الآية: فرجل وامرأتان كي تذكر إحداهما الأخرى إن ضلت.
وهذا من المقدم والمؤخر، كقولك: إنه ليعجبني أن يسأل فيعطى، يعني: يعجبني أن تعطي السائل إذا سأل؛ لأن العطاء تعجب لا السؤال. قال الله: " * (ولولا أن تصبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا) *) الآية.
ومعناه: لولا أن يقولوا إذا أصابتهم مصيبة: هلا أرسلت إلينا رسولا.
ومعنى قوله (أن تضل): أي تنسى، كقوله: " * (لا يضل ربي ولا ينسى) *). وقوله: " * (قال فعلتها إذا وأنا من الضالين) *) و " * (حقت عليه الضلالة فسيروا) *) وذهاب قول العرب: ضل الماء في اللبن، وقال الله: " * (وقالوا أئذا ضللنا في الأرض) *) وقرأ عاصم الجحدري: أن تضل أحداهما بضم التاء وفتح الضاد على المجهول، وقرأ زيد بن أسلم: فتذكر من المذاكرة.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وأبو حاتم وقتيبة: فتذكر خفيفه، وقرأ الباقون مشددا.
وذكر وأذكر بمعنى واحد كما يقال: نزل وأنزل وكرم وأكرم، وهما معها الذكر الذي هو (ضد) النسيان قال الشاعر:
تذكرنيه الشمس عند طلوعها وتعرض ذكراه إذا غربها أفل