تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ١٢٠
حليف بني أبي زهرة واسمه أبي، وسمي بالأخنس لأنه خنس يوم بدر بثلاثمائة رجل من بني زهرة عن قتال النبي صلى الله عليه وسلم وقد تولوا (الجحفة) وقال لهم: يا بني زهرة إن محمدا ابن أخيكم، فإن يكن صادقا فلن تغلبوه وكنتم أسعد الناس بصدقه، وإن يك كاذبا فإنكم أحق من كف عنه لقرابتكم وكفتكم إياه أوباش العرب.
قالوا: نعم الرأي رأيت فسر لما شئت فنتبعك. فقال: إذا نودي الناس (في الرحيل فإني) أخنس بكم فاتبعوني، ففعل وفعلوا وسمي لذلك الأخنس، وكان رجلا حلو الكلام حلو المنظر وكان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم (يواله ويظهر) الإسلام ويخبره بأنه يحبه ويحلف بالله عز وجل على ذلك، وكان منافقا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدني مجلسه ويقبل عليه ولا يعلم إنه يضمر خلاف ما يظهر ثم إنه كان بينه وبين ثقيف خصومة فبيتهم ليلا وأهلك مواشيهم واحرق زرعهم وكان حسن العلانية سئ السريرة.
قال السدي: مر بزرع للمسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر.
مقاتل: خرج إلى (الطائف) مقتضيا حلاله على غريم فأحرق له... أرضا وعقر له... أتانا فأنزل الله فيه هذه الآيات.
ابن عباس والضحاك: نزلت هذه الآيات إلى قوله والله رؤوف بالعباد في سرية (الرجيع) وذلك أن كفار قريش بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة، إنا أسلمنا فابعث إلينا نفرا من علماء أصحابك يعلموننا دينك، وكان ذلك مكرا منهم فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حبيب بن عدي الأنصاري ومرثد بن أبي مرثد الغنوي وخالد بن بكير وعبد الله بن طارق ابن شهاب البادي وزيد ابن الدثنة وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن الأقلح الأنصاري فساروا يريدون مكة فنزلوا (بطن الرجيع) بين مكة والمدينة ومعهم تمر عجرة فأكلوا فمرت عجوزة وأبصرت النوى فرجعت إلى قومها بمكة وقالت: قد سلك الطريق أهل يثرب من أصحاب محمد، فركب سبعون رجلا ومعهم الرماح حتى أحاطوا بهم فحاربوهم فقتلوا مرثدا وخالدا وعبد الله بن طارق ونثر عاصم بن ثابت كتابته وفيها سبعة أسهم فقتل منهم رجلا من عظماء المشركين ثم قال اللهم إني حميت دينك صدر النهار فاحم لحمي آخر الليل، ثم أحاط به المشركون فقتلوه، فلما قتلوه أرادوا جز رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن عهيد وكانت قد نذرت حين أصاب ابنها يوم أحد لئن قدرت على رأس عاصم لتشربن فيه قحفه الخمر، فأرسل الله رجلا من الدبر وهي الزنابير فحمت عاصما ولم يقدروا عليه فسمي حمي الدبر فلما حالت بينهم وبينه قال: دعوه حتى يمسي تذهب عنه فنأخذه فجاءت سحابة سوداء ومطرت مطرا (كالعزالي) فبعث الله الوادي فاحتمل عاصما
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»