تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ١٠٩
" * (فإذا أفضتم) *) رجعتم ودعيتم بكرة.
يقال: أفاض القوم في الحديث إذا اندفعوا فيه وأكثروا التصرف.
قال الشاعر:
فلما أفضنا في الحديث وأسمحت أتتنا عيون بالنميمة تضرب وأصلها من قول العرب أفاض الرجل ماءه إذا صبه، وأفاض البعير (تجرعه) إذا رمى ودفع بها من كرشه.
قال الراعي:
فأفضن بعد كظومهن بجرة من ذي الابارق إذا رعين حقيلا ويقال: أفاض الرجل بالقداح إذا ضرب بها لأنها موضع بقع متفرقة.
قال أبو ذهيب:
يصف الحمار والأنف وأتته ربابة وكأنه يسر يفيض على القداح ويصدع ولا تكون الإفاضة في اللغة إلا عن تفرق وكثرة قال عمر بن الخطاب: الإفاضة الانصداع.
" * (من عرفات) *) القراءة بالكسر والتنوين لأنه جمع عرفة مثل مسلمات ومؤمنات، فسميت بها بقعة واحدة مثل قولهم: أرض سباسب وثوب اخلاق يجمع بها حولها، فلما سميت بها البقعة الواحدة صرفت إذا كانت مصروفة قبل ان يسمى بها البقعة تركا منهم لها على أصلها فإذا كانت في الأصل بقعة واحدة ولم يكن جمعا تركوا إجزاءها ونصبوا تاءها في حال الخفض مثل عانات وأذرعات فرقا بين الاسم وبين الجمع، واختلف العلماء في المعنى الذي لألجله قيل للموقف عرفات وليوم الوقوف بها عرفة.
فقال الضحاك: إن آدم لما أهبط وقع في الهند وحواء بجدة فجعل آدم يطلب حواء وهي تطلبه فاجتمعا بعرفات يوم عرفة وتعارفا فسمي اليوم عرفة والموضع عرفات.
أبو حمزة الثمالي عن السدي قال: إنها سميت عرفات لأن هاجر حملت إسماعيل ج فأخرجته من عند سارة وكان إبراهيم غائبا فلما قدم لم ير إسماعيل فحدثته سارة بالذي صنعت هاجر فانطلق في طلب إسماعيل فوجده مع هاجر بعرفات فعرفه فسميت عرفات.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»