تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ١٢٤
وقرأت العامة: بالنصب، ويصدقها قراءة أبي: وليهلك.
قال المفسرون: الحرث ما تحرثون من النبات، والنسل نسل كل دابة والناس منهم.
النضر بن عدي عن مجاهد في قوله " * (وإذا تولى سعى) *) الآية قال: إذا ولى خاف فعمل بالعدوان والعالم فأمسك الله المطر وأهلك الحرث والنسل.
" * (والله لا يحب الفساد) *).
عن سعيد بن المسيب قال: قطع الدرهم من الفساد في الأرض.
قتادة عن عطاء: إن رجلا يقال له العلاء بن منبه أحرم في جبة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزعها.
قال قتادة: فقلت لعطاء: إنا كنا نسمع أن شقها فقال عطاء: إن الله لا يحب الفساد.
" * (وإذا قيل له اتق الله) *) خف الله، تكبر " * (أخذته العزة بالإثم) *) أي حملته العزة وحمية الجاهلية على الفعل بالإثم والعزة والقوة والمنعة، ويقال: معناه أخذته العزة بالإثم الذي في قلبه كما قام الهاء مقام اللام كقول عنترة يشبهه بالرب:
وكأن ربا أو كحيلا معقدا حش الوقود به جوانب قمقم أي خلق الأمالة خشية جهنم أي كفاه عذاب جهنم.
" * (ولبئس المهاد) *) الفراش.
قال عبد الله بن مسعود: إن من أكبر الذنب عند الله أن يقال للعبد: اتق الله فيقول: عليك بنفسك.
" * (ومن الناس من يشري) *) يبيع " * (نفسه ابتغاء مرضات الله) *) أي يطلب رضا الله.
والكسائي: يميل مرضاة الله كل القرآن.
" * (والله رؤوف بالعباد) *).
قال ابن عباس والضحاك: نزلت هذه الآية في الزبير والمقداد بن الأسود حين شريا أنفسهما لإنزال حبيب من خشبته التي صلب عليها، وقد مضت القصة.
وقال أكثر المفسرين: نزلت في صهيب بن سنان المخزومي مولى عبد الله (بن جدعان) التيمي أخذه المشركون في رهط من المؤمنين فضربوهم فقال لهم صهيب: إني شيخ كبير لا يضركم أمنكم كنت، أم من غيركم فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني، ففعلوا ذلك، وكان قد شرط عليهم راحلة ونفقة فأقام بمكة ما شاء الله ثم خرج إلى المدينة فتلقاه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في رجال.
قال له أبو بكر: ربح بيعك أبا يحيى فقال صهيب: وبيعك فلا تخسر بأذاك.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»