تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ١٠٧
في الحديث (ولغطهم وشوقهم). قال وهيب: فأولت أن البيت يشكوا إلى جبرئيل.
" * (وما تفعلوا من خير يعلمه الله) *) فيجازكم به.
" * (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) *).
قال المفسرون: كان ناس من أهل اليمن يحجون بغير زاد ويقولون: نحن متوكلون، ويقولون: نحن نحج بيت الله أفلا يطعمنا (...) بدء بما ظلموا الناس وغصبوهم الله، فأمرهم الله أن يتزودوا ولا يظلموا وأن لا يكونوا وبالا على الناس فقال " * (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) *) ويكفون به وجوههم.
قال المفسرون: الكعك والزيت والسويق والتمر ونحوها.
وروى نافع عن ابن عمر قال: كانوا إذا أحرموا ومعهم أزودة رموها واستبقوا زاد الآخرة، فأنزل الله " * (وتزودوا) *) نهاهم عن ذلك وأمر بالتحفظ للزاد، والزود لمن لم يتزود فأمرهم بالتقوى بكف الظلم قال " * (فإن خير الزاد التقوى) *).
قال أهل الإشارة: ذكرهم الله سفر الآخرة وحثهم على التزود بالدارين فإن التقوى زاد الآخرة.
قال الشاعر:
الموت بحر طامح موجه تذهب فيه حيلة المسابح قال آخر:
لا يصحب الانسان في قبره إلا التقى والعمل الصالح قال الأعشى:
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ولاقيت بعد الموت من قد تزودا ندمت على ألا تكون كمثله وأنك لم ترصد كما كان أرصدا قال مالك بن دينار: مات بعض قراء البصرة فمزحنا في جنازة وانصرفنا، فصعد سعدون المجنون وتلا في المقبرة ونادى المتصوفين فأنشأ يقول:
لا يا عسكر الاحياء هذا عسكر الموتى أجابوا الدعوة الصغرى وهم منتظرو الكبرى يحنون على الزاد وما الزاد سوى القرى يقولون لكم جهزوا فهذا غاية الدنيا
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»