تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٧٤
وأرواحهم من نعيم الجنة وكل من كان عبدا في دار الدنيا كان قريبا من الحرية ومن كان حرا في الدنيا كان من البلوغ إلى الآخرة وكل من كان حرا في دار الدنيا كان عبدا ذليلا في الآخرة.
قال الواسطي - رحمة الله عليه -: من عبد الله لنفسه فإنما يعبد نفسه ومن عبد من اجله فإنه لم يعرف ربه ومن عبده بمعنى أن العبودية جوهرة تظهرها الربوبية فقد أصاب.
قال الشقيق البلخي: العبودية حرفة وحانوتها العزلة ورأس مالها التوبة وربحها الجنة.
سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت الريحاني يقول: العبادة على ثلاثة إن كان القلب والعين واللسان، فعبادة القلب: التفكر والمراقبة وعبادة العين الغض والاعتبار، وعبادة اللسان: القول بالحق والصدق.
سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله يقول: سمعت أبا بكر الدقاق يقول: العبودية على ثلاث مراتب: أن تكون فيما بينك وبين ربك خدوما وأن تكون للناس معاونا وعلى نفسك مجتهدا.
قوله عز وعلا: * (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم) * [الآية: 65].
سمعت النصرآباذي يقول: مشاهدة الموقف الأكبر صعب فمن أقر فيه فقد ترك حرمة ذلك الموقف ومن أنكر فإن جوارحه تشهد عليه بقوله: * (اليوم نختم على أفواههم) * الآية. فمن أقر في ذلك الموضع فإن أمره أصعب ممن ينكر مع صعوبة أمر من أنكر.
قوله تعالى: * (ومن نعمره ننكسه في الخلق) * [الآية: 68) *.
قال أبو بكر الوراق: من عمره الله بالغفلة وان الأيام والأحوال تؤثر فيه حالا فحالا من طفولية وشباب وكهولية وشيبة إلى أن يبلغ ما حكى الله عنهم من قوله: * (ومن نعمره ننكسه في الخلق) *. ومن أحياه الله بذكره فإن تكوين الأحوال لا يؤثر فيه فإن متصل الحياة بحياة الحق حي به وبقربه قال الله تعالى: * (فلنحيينه حياة طيبة) * (قوله) * (إن هو إلا ذكر وقرآن مبين) * [الآية: 69].
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»