تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٦٩
قال محمد بن علي الترمذي: الظالم نفسه إلى عفو الله والمقتصد إلى رضا الله والسابق بالخيرات إلى رضوان الله ورضوان الله أكبر.
قال بعضهم: الظالم المقتصر على الفرائض دون النوافل والسنن والمقتصد الجامع بينهما والسابق الذي مكن من معاملته على المشاهدة.
قال ابن عطاء: حمد الظالمين على العادة وحمد المقتصدين على اللذة وحمد السابقين على المسابقة.
قال بعضهم: الظالم الراكن إلى الدنيا لا يريد الاستراحة منها ولا يكاد ينزع من طلبها والمقتصد الراكن إليها ويتمنى نجاته منها والسابق الذي نبل قدره وكرمت نفسه أن يحدث بشيء منها.
وقال بعضهم: الظالم الذي يعبده على الغفلة والعادة والمقتصد الذي يعبده على الرغبة والرهبة والسابق الذي يعبده على الهيبة والاستحقاق ورؤية المنة.
وقال بعضهم: الظالم الذي يأكل الدنيا بالتمتع والشهوة والمقتصد الذي يأكلها من حلال والسابق الذي يأكل للقيام بالخدمة.
وقال بعضهم: الظالم المجتهد والمقتصد المستقيم والسابق الصديق.
قال بعضهم: الظالم العالم بأحكام الله والمقتصد العالم بأسماء الله وصفاته والسابق العالم بالله وأسمائه وصفاته واحكامه.
قال بعضهم: الظالم لنفسه آدم والمقتصد إبراهيم والسابق محمد صلى الله عليه وسلم.
قال بعضهم: الظالم نفسه أغطى فبذل والسابق منع فشكر.
وقال بعضهم: الظالم غافل والمقتصد طالب والسابق واجد.
قال بعضهم: الظالم من استغنى بماله والمقتصد من استغنى بدينه والسابق من استغنى بربه. وقال: قدم الظالم لأنه لم يكن له شيء يتكل عليه إلا ربه فاعتمده واتكل عليه وعلى رحمته واتكل المقتصد على حسن ظنه بربه واتكل السابق على حسناته.
قال بعضهم: قدم الظالم يعرفه أن ذنبه لا يبعده من ربه واخر السابق ليعلمه أن المنة له عليه في طاعته حيث وفقه لذلك وان لا يؤمنه ذلك من طرده وإبعاده وذكر المقتصد في الوسط منزلة بين المنزلتين.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»