تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٧١
ذكر ما قيل في سورة يس بسم الله الرحمن الرحيم قوله عز وعلا: * (يس والقرآن الحكيم) * [الآية: 1، 2].
قال جعفر الصادق - رحمة الله عليه -: في قوله * (ياسين) * يا سيد مخاطبا لنبيه صلى الله عليه وسلم بذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' أنا سيدكم '. لم يمدح نفسه ولكن أخبر عن معنى مخاطبة الحق إياه بقوله * (ياسين) * فهذا شبيه بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ على المنبر: * (ونادوا يا مالك) *.
قوله لأبي هريرة رضي الله عنه - ' يا أبا هريرة ' وغير ذلك فلما أخبر الله تعالى عنه بالسيادة مبهما وأمره بتصريحه صرح بذلك فقال: ' إن الله تعالى ناداني سيدا فأنا سيد ولد آدم ولا فخر '.
أي ولا فخر بالسيادة لأن افتخاري بالعبودية اجل من اخباري عن نفسي بالسيادة.
قوله عز وعلا: * (لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون) * [الآية: 7].
قال ابن عطاء - رحمة الله عليه -: حق القول على أهل الشقاوة في الأزل أنهم لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية فالنبي صلى الله عليه وسلم يسمع خطابه من اسمعه الحق في الأزل نداء السعادة فإذا سمع نداء النبي صلى الله عليه وسلم أجاب لما سبق له من إجابة لنداء الحق.
قوله تعالى: * (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا) * [الآية: 9].
قال ابن عطاء - رحمة الله عليه -: * (وجعلنا من بين أيديهم سدا) * وهو طول الأمل وطمع البقاء * (ومن خلفهم سدا) * فهو الغفلة عما سبق منه من الجنايات وقلة الندم والاستغفار عليه، أعماه تردده في الغفلات عن الاعتذار لما سبق منه من الجنايات.
قوله تعالى: * (إنما تنذر من اتبع الذكر) * [الآية: 11].
قال الحسين: اشرف منازل الذاكرين من نسي ذكره في مشاهدة مذكوره، وحفظ أوقاته عن الرجوع إلى رؤية الذكر.
قوله عز وعلا: * (إنا نحن نحيي الموتى) * [الآية: 12].
قال محمد بن علي الترمذي في هذه الآية: إنا نحن نحيي الأنفس الميتة بتوفيق الخدمة ونحيي القلوب الميتة بأنوار الإيمان ونحيي الأسرار الميتة بأنوار الاطلاع ونحيي
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»