قال سهل: هو التذكر والتفكر لمن قاربه فهمه واتعظ بمواعظه وائتمر لأوامره.
قوله عز وعلا: * (لينذر من كان حيا) * [الآية: 70].
قال ابن عطاء: أي من كان في علم الله حيا أحياه الله بالنظر إليه والفهم عنه والسماع منه والسلام عليه.
قال جعفر: ليبلغ الرسالة إلى من سبقت له من الله العطية.
قال الجنيد - رحمة الله عليه -: الحي: من تكون حياته بحياة خالقه لا من يكون حياته ببقاء هيكله ومن يكون بقاؤه ببقاء نفسه فإنه ميت في وقت حياته ومن كان حياته بربه كانت حقيقة حياته عند وفاته لأنه يصل بذلك إلى رتبة الحياة الأصلية. قال الله عز من قائل: * (لينذر من كان حيا) *.
قوله عز وعلا: * (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه) * [الآية: 78].
قال الواسطي - رحمة الله عليه -: ضرب الأمثال في القرآن إعلاما لصحة الطرق للموحدين على حدة والعاملين على حدة ليعلموا أن قليلا من روائح نفحاته خير من كثير توحيدهم ومعاملاتهم.
وقال في قوله: * (من يحيي العظام وهي رميم) * أي من يحيي القلوب الميتة بالقسوة والإعراض عنه فيردها إلى التفويض والتسليم والتوكل والإقبال عليه.
قوله تعالى: * (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) * [الآية: 82].
قال الحسين: ابدأ الله الأكوان كلها بقوله: ' كن ' إهانة وتصغيرا ليعرف الخلق إهانتها فلا يركنوا إليها ويرجعوا إلى مبدئها ومنشئها فشغلت الخلق زينة الكون فتركهم معه واختار من خواصه خصوصا اعتقهم من رق الكون وأحياهم به فلم يجعل للعلل عليهم سبيلا ولا للآثار فيهم طريقا.