تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٧٧
فيه حظ بحال وذلك إخلاص العوام واخلاص الخواص ما يجري عليهم لا يهم فتبدوا منهم الأفعال وهم عنها بمعزل وتظهر منهم الطاعات ولا تقع منهم إليها رؤية ولا بها اعتداد فذلك اخلاص الخواص.
قوله تعالى: * (فاطلع فرآه في سواء الجحيم) * [الآية: 55].
قال القاسم: الاطلاع اطلاعان: اطلاع التخصيص فيه الحياء والبقاء واطلاع الخسيس فيه الفناء والهلك.
قال بعضهم: اطلع في النار فرأى أمثاله فيها واشكاله فعلم أن عمله لم ينجه وإنما نجاه فضل ربه.
قوله تعالى: * (إذ جاء ربه بقلب سليم) * [الآية: 84].
أي مستسلم مفوض في كل حال إلى ربه راجع إليه بسره لا يتمنى إلى الله الأكوان بما فيها.
قوله عز وعلا: * (فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم) *.
قال ابن عطاء: إني سقيم مما أرى من مخالفتكم وعبادتكم الأصنام.
قال بعضهم: إني سقيم القلب لفوت مرادي من خليلي فإن الحبيب أبدا يكون سقيم القلب في القرب والبعد وانشد:
* وما في الدهر أشقى من محب * وإن وجد الهوى حلو المذاق * * تراه باكيا في كل وقت * لخوف تفرق أو لاشتياق * * فيبكى إن ناءوا شوقا إليهم * ويبكي إن دنوا خوف الفراق * * فتسخن عينه عند التنائي * وتسخن عينه عند التلاق * وقال: إني سقيم شائق إلى لقاء الحبيب.
وقال الواسطي - رحمة الله عليه -: السقم طبع الحيوان كلها ومن كان آخره الموت فهو سقيم ومعناه سقيم القلب في قضاء حقوق الله عز وجل وأقبح الأشياء بالعبد سقم الإرادة وهو قلة الصفاء في المعاملات.
قال فارس: إني سقيم القلب إن وافقتكم على أعمالكم.
قوله عز وعلا: * (فقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين) * [الآية: 99].
(١٧٧)
مفاتيح البحث: البكاء (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»