الخير فيعرض عنها، ويرى مواقع الشر فيتبعها ولا يجتنب منها.
قوله تعالى: * (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا) * [الآية: 59].
قال أبو بكر بن طاهر: لما لم يشكروا نعم الله عليهم ولم يقابل البلاء بالصبر والرضا.
قال الواسطي في قوله: * (أهلكناهم لما ظلموا) *: قال: وكلناهم إلى سؤتك بيسرهم حين سخطوا حسن اختيارنا لهم.
قوله عز وجل: * (فوجدا عبدا من عبادنا) * [الآية: 65].
قال الجنيد رحمه الله: العبودية خارجة من الأفعال والأحوال ولكنها موجودة تحت الخفيات.
قال الواسطي رحمه الله: إضافات من أراد أن ينسى النعوت لا تصل إليه بالعبادات والإشارات ألجأ موسى إلى الخضر صلى الله عليهما ليريه صدق الفاقة لئلا يقول: أنا عند نظرة إلى الله وإلى الناس، لأن الخضر شاهد أنوار الملك وشاهد موسى الواسطات.
قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: ' إذا سألت فاسأل الله '.
فأخبر الخضر موسى أن السؤال من الناس هو السؤال من الله، فقال: لا تغضب من المنع حين أبوا أن يضيفوهما.
قوله عز وجل: * (وعلمناه من لدنا علما) * [الآية: 65].
قال ذو النون: العلم اللدني هو الذي يحكم على الخلق بمواقع التوفيق والخذلان.
سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت يوسف بن الحسن يقول: سمعت ذا النون رحمه الله يقول: إن الله بسط العلم ولم يقبضه ودعا الخلق إليه من طرق كثيرة، ولكل طريق منها علم مفرد، ودليل واضح فتلك الأدلة يدلون على المناهل، وبنور ذلك العلم وتلك الأعلام يهتدون ولكل أهل طريق منها علم فهو بعلمهم مستعملون، ومتى ضلوا في طرق هذه العلوم أو أخطؤوا فإن صاحب العلم اللدني يردهم إلى المحجة.
قال الله تعالى: * (وعلمناه من لدنا علما) * [الآية: 65]. ليكون ذلك لعلماء الوسائط.