تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٤١٨
من أهل القبول للحق فمنعوا سماع خطاب الحق.
قوله تعالى: * (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا) * [الآية: 103 - 104].
قال أبو بكر الوراق: حين سئل عن هذه الآية قال: هو الذي يبطل معروفه في الدنيا مع أهلها بالمنة وطلب الشكر على ذلك، ويبطل طاعاته بالرياء والسمعة.
قوله تعالى ذكره * (إن الذين آمنوا وعلموا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا) * [الآية: 107].
قال أبو بكر الوراق: من أنزل نفسه في الدنيا منزل الصادقين أنزله الله في الآخرة منزلة المقربين.
قال الله تعالى: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) *.
وقال الحسين: من نظر إلى العمل حجب عمن عمل له ومن نظر إلى من عمل له العمل حجب عن رؤية العمل.
سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت يوسف بن الحسين يقول: سمعت ذا النون رحمه الله يقول: مثل المؤمن كالأرض تطيق حمل كل شيء، وكالمطر إذا سقط سقى كل شيء أراد أو لم يرد قوله تعالى: * (خالدين فيها لا يبغون عنها حولا) * [الآية: 108].
قال ابن عطاء: منعمين فيها نعيم الأبد بنقلبون في مجاورته، ويفرحون بمرضاته، قد آمنوا كل مخوف ووصلوا إلى كل محبوب فلا يشتهون شيئا إلا وجدوه كيف يطلبون عنه تحويلا.
قوله تعالى: * (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي) * [الآية: 109].
قال الحسين: مقياس العدم في الوجود في معنى وجوده.
فأما خاص الخاص من كلامه، وما لا يوصف أكثر مما قد أشير إليه، وإنما يذكر الناس ما بغيرهم معاني العبودية من عمل، وثواب، وعقاب، ووعد، ووعيد على حسب ما تحتمله عقولهم، فأما الكمال من فائدة الكلام، فالأنبياء والأولياء والأصفياء.
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»