والنفس تألفها أبدا، ومألوف الروح التوكل والطمأنينة والثقة واليقين.
قال بعضهم: لا ينجو من زينة الحياة الدنيا إلا من كان باطنه مزينا بأنوار المعرفة وضياء المحبة، ولمعان الشوق وظاهره مزينا بآداب الخدمة وشرف الهمة وعلو النفس فتقلب القدس في مجال القرب وميادين الرحمة مشرفين على بساتين الوصلة يشاهدون مليكهم في كل حال.
قوله تعالى: * (ولم تظلم منه شيئا) * [الآية: 33].
قال السياري: لم تنقص منه شيئا وأي نصيب للخلق عنده وأي حق لهم قبله.
قوله تعالى: * (هنالك الولاية لله الحق) * [الآية: 44].
قال الواسطي رحمه الله وعلى المشايخ أجمعين: من تولاه الله بالحقيقة فهو الولي ومن ولاه فهو الوالي قال الله تعالى: * (هنالك الولاية لله الحق) *.
قوله تعالى: * (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء) * [الآية: 45].
قال محمد بن الفضل: الدنيا شقيقة النفس وقرينتها وهي مائلة إليها في كل الأوقات وصفتها فتقلب زينة باطنه زينة حب الدنيا شوقا منه إلى ربه وتغلب زينة ظاهره زينة الدنيا لا زينته أزين من زينة الدنيا.
قوله تعالى: * (والباقيات الصالحات خير عند ربك) * [الآية: 46].
قال ابن عطاء في قوله: الباقيات الصالحات. قال: هي الأعمال الخالصة والنيات الصادقة وكل ما أريد به وجه الله هو الصدق.
قال جعفر الصادق: الباقيات الصالحات هو التوحيد فإنه باق بقاء الموحد.
وقال يحيى بن معاذ: الباقيات الصالحات هي نصيحة الخلق.
قوله تعالى: * (ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة) * [الآية: 47].
قال ابن عطاء: دل بهذه الآية على إظهار جبروته وتمام قدرته وعظيم عزته لذلك الموقف ويصلح سريرته وعلانيته لخطاب ذلك المشهد وحوله.
قوله تعالى: * (ووجدوا ما عملوا حاضرا) * [الآية: 49].
قال أبو حفص: أشد آية في القرآن على قلبي قوله: * (ووجدوا ما عملوا حاضرا) *