تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٤١٦
وأتم. وإنما ألجئت إلي للتأديب لا للتعليم في حال من الأحوال.
قوله: * (لو شئت لاتخذت عليه أجرا) * [الآية: 77].
قال القاسم: لما قال موسى هذا القول: وقف ظبي بينهما وهما جائعان من جانب موسى غير مشوي ومن جانب الخضر مشوي لأن الخضر أقام الجدار بغير طمع، وموسى رده إلى الطمع.
قال ابن عطاء: رؤية العمل وطلب الثواب به يبطل العمل ألا ترى الكليم لما قال للخضر عليها السلام * (لو شئت لاتخذت عليه أجرا) * كيف فارقه.
وقال الجنيد رحمه الله: إذا أورده بظلم الأطماع على القلوب حجبت النفوس عن نظرها في بواطن الحكم.
قوله تعالى: * (هذا فراق بيني وبينك) * [الآية: 78].
قال النصرآباذي: لما علم الخضر بانتهاء علمه وبلوغ موسى إلى منتهى التأديب قال:
* (هذا فراق بيني وبينك) * لئلا يسأل موسى بعده عن علم أو حال فيفتضح قوله تعالى:
* (فأبوا أن يضيفوهما) * [الآية: 77].
قال الواسطي رحمه الله: الخضر شاهد أنوار الملك وموسى شاهد الوسائط، وكان الخضر أخبر موسى أن السؤال من الناس هو السؤال من الله فلا تغضب عند المنع، فإن المانع والمعطي واحد فلا تشهد الأسباب واشهد المسبب تسترح من هواجس النفس.
قوله تعالى ذكره: * (إنا مكنا له في الأرض) * [الآية: 84].
قال ابن عطاء: جعلنا الدنيا طوع يده، فإذا أراد طويت له الأرض، وإذا أحب انقلبت له الأعيان، وإذا شاء مشى على الماء وإذا هوى طار في الهواء وكذا من أخلص لنا مكناه من مملكتنا يتقلب فيها حيث يشاء ممن كان للملك كان الملك له.
قوله تعالى ذكره: * (وآتيناه من كل شيء سببا) * [الآية: 84].
قال جعفر: إن الله عز وجل جعل لكل شيء سببا، وجعل الأسباب معاني الوجود فمن شهد السبب انقطع عن المسبب، ومن شهد صنع المسبب امتلأ قلبه من دنيا الأسباب وإذا متلأ قلبه من الريبة حال بينه وبين الملاحظة وحجبه عن المشاهدة.
قوله تعالى: * (فأردت) *، * (فأردنا) *، * (فأراد ربك) *.
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»