الأولياء، وهو غاية الحسنى.
وقال بعضهم: للذين أحسنوا مجاورة نعم الله في الدنيا إتمام النعمة من الله تعالى عليهم في الآخرة.
قوله عز وجل: * (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين) * [الآية: 32].
أي: طيبة أبدانهم وأرواحهم بملازمة الخدمة وترك الشهوات.
وقال أيضا: طيبين أي لم يتدنسوا من الدنيا وخبيثها بشيء.
وقال أبو حفص: ضياء الأبدان بمواصلة الخدمة. وضياء الأرواح بالإستقامة.
قوله عز وجل: * (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله) * [الآية: 36].
قال: محمد بن الفضل: بعث الله تعالى الأنبياء عليهم السلام بإظهار الوحدانية وتعليم العبودية. واجتناب موافقة الطبائع والأهواء والشهوات لذلك قال في كتابه:
* (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله) *.
قوله عز وجل: * (واجتنبوا الطاغوت) * [الآية: 36].
قال سهل: العبادة زينة العارفين وأحسن ما يكون العارف إذا كان في ميادين العبودية والحذوة بترك ما له لما عليه.
قوله عز وجل: * (إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل) * [الآية: 37].
قال الواسطي: السعادة والشقاوة والهدى والضلال جرت في الأزل بما لا تبديل ولا تحويل وإنما يظهر في الأوقات رسما على الأجسام والهياكل لا صنع فيه لأحد وليس بقدر عليها خلق بل جرت في الأزل بعلم سابق قصر عنها أيد الأنبياء وألسن الأولياء بقوله: إن الله لا يهدي من يضل.
قوله عز وجل: * (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) * [الآية: 40].
قال القحطبي: في قوله: * (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) *.
الأشياء كلها لا شيء في الحقيقة إلا أن يتصل بها لفظ الإرادة ولفظ الإرادة أزلية يصيرها شيئا وإلا فهي لا شيء لأنها أخرجت من تحت ذل كن والشيء الحقيقي الذي لم يزل ولا يزال قائما بصفاته قادرا في ذاته.