قال الله تعالى: * (فلا تضربوا لله الأمثال) *. في ذاته وكيفيته لأنه ليس كمثله شيء فأما صفاته التي أظهرها للخلق كسواه لهم وأعز.
وقال: * (فلا تضربوا لله الأمثال) * في صفاته وذاته لأن الصمدية تمتنع عن الوقوف على ماهية ذاته وكيفية صفاته.
وقال إنما ضرب الأمثال وأكثر ما فيها من المقال ضربا للسرائر وأن يغني عن حضورها فيما أسرى إليها.
قوله عز وجل: * (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء) * [الآية: 75].
قال بعضهم: أخبر الله تعالى عن العبد وصفته فقال: * (لا يقدر على شيء) * فمن رجع إلى شيء من عمله وحاله وعلمه فهو المتبرىء من العبودية وهو في منازعة الربوبية والعبودية هو التخلي مما سوى معبود يرى الأشياء ويرى نفسه له.
قوله تعالى: * (ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب) * [الآية: 77].
قال النهرجوري: الحق تعالى ستر غيبه في خلقه وستر أوليائه في عباده فلا يشرف على غيبه إلا الخواص من أوليائه ولا يشرف على أوليائه إلا الصديقون من عباده فالإشراف على الغيب عزيز والإشراف على الأولياء أعز وأعز.
قوله عز وجل: * (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار) * [الآية: 78].
قال الواسطي: أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تفهمون شيئا مما أخذت عليكم من الميثاق في وقت بلى.
وقال بعضهم: لا تعلمون شيئا مما قضيت لكم وعليكم من الشقاوة والسعادة. ثم جعل للسعيد من عباده السمع ليسمع بهما لطيف ذكره والأبصار ليبصر بها عجائب صنعه والأفئدة ليكون عارفا بصانعه ومخترعه وهذه الأعضاء والحواس هي الموجبة للشكر والشاكر من رأى منة الله تعالى عليه في سلامة هذه الحواس وصاحب الكفران من يرى أنه يؤدي بها شكر شيء من نعم الله تعالى عليه شيء من أحواله.
قال أبو عثمان المغربي: جعل لكم السمع لتسمعوا به خطاب الأمر والنهي، والأبصار