تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٣٦٧
فالخطاب معك وأنت صاحب البيان لهم بما أنزل عليك لأنهم في مقام الوحشة وأنت في محل الحظور والإيمان فبيان الكتاب ما نبينه وآداب الشريعة ما ترسمه لأنك أنت الأمين في جميع الأحوال لا يؤتمن على أسرار الخلق إلا الأمناء من العبيد. وأنشأ في معناه.
(من سارروه فأبدى السر مشتهرا * لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا * (وجانبوه فلم يسعد لقربهم * وأيدوه مكان الأنس أنجاسا * (لا يصطفون مضيعا بعض سرهم * حاشا ودادهم من ذاكم حاشا * قوله عز وجل: * (أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله) * [الآية: 48].
قال بعضهم: ما خلق الله تعالى شيئا من الجماد والحيوان ينازع خالقه وصانعه إلا الإنسان فإنه أبدا يدعى لنفسه ما ليس له من معرفة وعلم وتوثب على الوحدانية والفردانية بادعاء الأهل له والولد جل وعلا يتكبر عن الإذعان والخضوع لذلك.
قال الله تعالى: * (أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء) * [الآية: 48].
قوله عز وجل: * (وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد) * [الآية: 51].
قال أبو عثمان: نهاك ربك أن تتخذ إلهين أو تدعى معه شريكا فاتخذت معه آلهة وادعيت شريكا كيف يصح لك مع ذلك التوحيد وأنت تعبد نفسك، وهواك، وطبعك، ومرادك وتعبد الخلق فأنى تصل إلى محل العبودية لله تعالى.
قوله عز وجل: * (وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون) * [الآية: 53].
قال أبو حفص: جميع النعم عليك من ربك، وشكرك لغيره ورجوعك في النوائب إليه، وعبادتك لغيره، وما هذا من أفعال أولي الألباب.
قال الله تعالى: * (وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون) *.
قال محمد بن الفضل: أجل نعمة الله عليك أن عرفك نفسه، وألهمك لشكر نعمه.
قوله عز وجل: * (ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون) * [الآية: 54].
(٣٦٧)
مفاتيح البحث: محمد بن الفضل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»