تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٣٦٨
قال بعضهم: الله تعالى كاشف كل ضر، وأنت تدور بشكر النعم على أبواب العبيد.
هل هو إلا الشرك الظاهر.
قوله عز وجل: * (ويجعلون لله ما يكرهون) * [الآية: 62].
سمعت عبد الله بن محمد المعلم يقول سمعت عبد الله بن محمد بن منازل يقول لبعض الأغنياء: كيف يكون يوم القيامة إذا قال الله تعالى: هاتوا ما دفع إلى السلاطين والمغنيين وغيرهم ومن أمثالهم، فيؤتى بالدواب والثياب والأموال الفاخرة، وإذا قال:
هاتوا ما دفع إلي فيؤتى بالكسر والخرق وما لا يؤبه له ألا تستحي من ذلك الموقف.
قوله عز وجل: * (وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه) * [الآية: 66].
قال أبو بكر الوراق: العبرة في الأنعام تسخيرها لأربابها وطاعتها لهم وتمردك على ربك وخلافك له في كل شيء.
قال يحيى بن معاذ: سخر الله تعالى لك الأنعام لتحملك وتحمل أثقالك وهي غير مخاطب ولا محاسب فترى أبدا بريئا يحمل مذبنا.
قوله عز وجل: * (وأوحى ربك إلى النحل) * [الآية: 68].
قال ابن عطاء: ألهمها ودلها على الموضع وعلمها.
كيف تصنع ما في بطنها ولا تضعه إلا على حجر صاف أو خشب نظيف لا يخالطه طين ولا تراب.
ثم قال: * (كلي من كل الثمرات) * [الآية: 69].
اي من الذي جعلته رزقك ثم أمره بالتواضع.
فقال: * (فاسلكي سبل ربك ذللا) * [الآية: 69].
ثم قال: * (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) * [الآية: 69].
للنفوس لا للقلوب فمن أراد صلاح قلبه فليتعرف موارد ما يرد على قلبه في الأوقات ومحل قلبه في جميع الأحوال وما يسر في قلبه في كل زمان ثم ليلزم مع ذلك التواضع والخلوة فهذا غذاء للقلب وذاك غذاء النفس وغذاء الروح أعز وهو مشاهدة الحق والسماع منه وترك الالتفات إلى المكونات بحاله.
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»