تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥٢١
في الصور * (فإذا هم بالساهرة) * يعني على وجه الأرض يعني هم قيام على ظهر الأرض ويقال سميت الأرض ساهرة لمنام الخلق وسهرهم عليها سورة النازعات 15 - 26 ثم وعظهم بما أصاب فرعون في النكال في الدنيا فقال * (هل أتاك حديث موسى) * يعني قد أتاك خبر موسى * (إذ ناداه ربه بالواد المقدس) * يعني بالوادي المطهر * (طوى) * اسم الوادي * (اذهب إلى فرعون إنه طغى) * يعني علا وتكبر وكفر * (فقل هل لك إلى أن تزكى) * يعني ألم يأن لك أن تسلم ويقال معناه هل ترغب في توحيد ربك وتسلم وتشهد أن لا إله إلا الله وتزكي نفسك من الكفر والشرك قرأ ابن كثير ونافع * (إلى أن تزكى) * بتشديد الزاي لأن أصله تتزكى وأدغمت التاء في الزاي وشددت والباقون بالتخفيف لأنه حذف إحدى التائين وتركت مخففة ثم قال عز وجل * (وأهديك إلى ربك فتخشى) * يعني أدعوك إلى توحيد ربك * (فتخشى) * يعني تخاف عذابه فتسلم * (فأراه الآية الكبرى) * يعني العصا واليد وسائر الآيات * (فكذب وعصى) * يعني كذب بالآيات ولم يقبل قوله * (ثم أدبر يسعى) * يعني أدبر عن التوحيد و * (يسعى) * في هلاك موسى * (فحشر) * يعني فجمع أهل المدينة * (فنادى) * يعني فخطب لهم " فقال " لهم اعبدوا أصنامكم التي كنتم تعبدون فإن هؤلاء أربابكم الصغار و * (أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى) * يعني فعاقبه بعقوبة الدنيا وهي الغرق وعقوبة الآخرة وهي النار ويقال الآخرة والأولى يعني العقوبة بالكلمة الأولى والكلمة الأخرى فأما الأولى فقوله * (ما علمت لكم من إله غيري) * والأخرى قوله " وأنا ربكم الأعلى " وكان بين الكلمتين أربعون سنة ويقال قوله " وأنا ربكم الأعلى " كان في الابتداء حيث أمرهم بعبادة الأصنام ثم نهاهم عن ذلك وأمرهم بأن لا يعبدوا غيره وقال * (ما علمت لكم من إله غيري) * ثم قال * (إن في ذلك) * يعني في هلاك فرعون وقومه * (لعبرة لمن يخشى) * يعني لعظة لمن يريد أن يعتبر ويسلم سورة النازعات 27 - 32
(٥٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 ... » »»