تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥١٩
سورة النازعات مكية وهي أربعون وست آيات سورة النازعات 1 - 7 قول الله تبارك وتعالى * (والنازعات غرقا) * قال مقاتل يعني ملك الموت ينزع روح الكافر من صدره كما ينزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبتل فيخرج نفسه من حلقه معها العروق كالغريق في الماء * (والناشطات نشطا) * ملك الموت ينشط روح الكافر من قدمه إلى حلقه وقال الكلبي * (والنازعات) * يعني ملك الموت وأعوانه * (غرقا) * أي كرها يقال غرقت نفسه في صدره وذلك أنه ليس من كافر يحضره الموت إلا عرضت عليه جهنم فيراها قبل أن تخرج نفسه فيرى فيها أقواما مرة ينغمسون ومرة يرتفعون فعند ذلك تغرق روحه في جسده * (والناشطات نشطا) * يعني الملائكة الذين يقبضون أرواح المؤمنين بالتيسير وذلك أنه ما من مؤمن يحضره الموت إلا ويرى منزلته في الجنة ويرى فيها أقواما من أهل معرفته وهم يدعون إلى أنفسهم فعند ذلك ينشط إلى الخروج ويقال * (النازعات) * الملائكة تنزع النفس أغراقا كما يغرق النازع في القوس * (والناشطات نشطا) * الملائكة تقبض نفس المؤمن كما ينشط العقال وقال عطاء * (والنازعات غرقا) * يعني القسي * (والناشطات نشطا) * يعني الأوهاق ثم قال * (والسابحات سبحا) * يعني الملائكة الذين يقبضون أرواح الصالحين يسلونها سلا رقيقا ويتركونها حتى تستريح رويدا ويقال * (والسابحات سبحا) * يعني السفن تجري في الماء ويقال * (والسابحات سبحا) * يعني الملائكة جعل نزولها في السماء كالسباحة ويقال * (والسابحات سبحا) * يعني النجوم الدوارة كما قال و * (كل في فلك يسبحون) * [الأنبياء 33] ثم قال * (فالسابقات سبقا) * يعني الملائكة الذين يسبقون إلى الخير والدعاء ويقال * (فالسابقات سبقا) * بالخير يعني أرواح المؤمنين يعرج بها إلى السماء سراعا تفتح لهم أبواب السماء ويقال * (فالسابقات سبقا) * يعني خيول الغزاة * (فالمدبرات أمرا) * يعني الملائكة الذين جعل إليهم تدبير الخلق وهم جبريل
(٥١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 ... » »»